All Insights

المجتمع المدني جهة فاعلة أساسية في التضامن والتنمية

Y Osz
Blog
byيوسف مزدو
onMay 19, 2023

يساهم تعزيز المشاركة المدنية وبناء المجتمع المدني في تعبئة وتمكين الأفراد والجماعات غير المسموعة في المجتمع. فبرنامج تدريب المدربين المواطنة والمشاركة المدنية الذي أطلقته مؤسسة الأطلس الكبير بشراكة مع جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية والعيادة القانونية للدراسات والأبحاث، وذلك من خلال مشروع تعزيز مشاركة المجتمع المدني والجامعات الممول من الصندوق الوطني للديمقراطية يهدف إلى تعزيز هذه المشاركة وتمكين المجتمع المدني

يعتبر المجتمع المدني القطاع الثالث في المجتمع، إلى جانب الحكومة والأعمال التجارية، حيث يعمل على تعزيز الديمقراطية والحقوق المدنية والاجتماعية. حيث يلعب دورًا هامًا في تعبئة المجتمع وتوعية الناس بحقوقهم وواجباتهم، ويعمل على تمكينهم من المشاركة في صنع القرارات السياسية والتأثير في السياسات العامة

تدريب المدربين المواطنة والمشاركة المدنية يهدف إلى تزويد المشاركين بالمهارات والمعرفة اللازمة لتمكين الآخرين وتعزيز المشاركة المدنية في مجتمعهم. يركز البرنامج على تطوير قدرات المشاركين في تنظيم وإدارة الفعاليات المدنية، وتوجيه الناس للمشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي، وتعزيز الوعي بالقضايا العامة والحقوق المدنية

عُقد ملتقى تدريب المدربين بعنوان “هندسة التكوين” في أيام 12 و 13 و 14 مايو 2023 في نادي جامعة القاضي العياض. كان هذا الحدث ذو أهمية كبيرة حيث جمع مجموعة متنوعة من أفراد المجتمع المدني في جهة مراكش آسفي. ولقد شهد الحدث إقبالًا ملحوظًا، حيث شارك 30 فاعلًا من المجتمع المدني الذين كانوا متحمسين لتطوير مجتمعهم

يعد المجتمع المدني جهة فاعلة أساسية في التضامن والتنمية، حيث يعبّر عن مواطنتهم ومشاركتهم الفاعلة في القضايا المجتمعية. وقد تميزت فعاليات الملتقى بتقديم مقترحات لمشاريع من قبل منظمات مختلفة، وذلك بالاستناد إلى المنهج التشاركي. تم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات وتم استخدام تقنيات SWOT وADDIE لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات

يعكس هذا الملتقى التزام المجتمع المدني بتعزيز التنمية المشتركة وتعاونه في تحقيق الأهداف المشتركة. وتأتي استخدام تقنيات مثل SWOT وADDIE في تحليل المشاريع وتخطيطها كأدوات قوية تساهم في تحقيق نتائج إيجابية وتعزيز فاعلية العمل المدني والتشاركي

المشاركين يعملون بتقنيات SWOT و ADDIE – مصدر الصورة : المحور الصحفي

تمثلت المجموعة الأولى في الملتقى في جمعية مغرب باركنسون، وهي جمعية تهتم بمتابعة وتمكين مرضى باركنسون وتوعية الناس بالمرض. ركزت أولوياتهم واحتياجاتهم على كسر عزلة المرضى والتغلب على الانطوائية، وتلبية الحاجة إلى الدعم النفسي والتوجيه الطبي. وتم تحديد الفئة المستهدفة للمشروع وهي من 15 إلى 20 شخصًا يعانون من مرض باركنسون. تم تخصيص ميزانية تقديرية قدرها 15000 درهم مغربي لتنفيذ المشروع

من جانبها، قدمت المجموعة الثانية في الملتقى مقترحًا يمثلها الاتحاد الجهوي للإعاقة، والذي يتضمن جمعيات تعمل في مجال الإعاقة. قدمت المجموعة إحصائيات تشير إلى أن 5.6٪ من سكان المنطقة يعانون من الإعاقة، وأن 40٪ منهم يعانون من إعاقة حركية. ركزت الأولويات والاحتياجات على جعل المرافق والخدمات متاحة للولوج إليها من خلال تعزيز قدرات الجمعيات والعمل على تعزيز حقوق الولوج كحق أساسي، وتعزيز قدرات المسؤولين لفهم المعايير التقنية لولوجيتها

تعكس هذه المقترحات التزام المجتمع المدني بتحسين الوضعية والدعم للفئات المحرومة وتعزيز حقوقهم. يتطلب تنفيذ هذه المقترحات تعاوناً وتنسيقاً بين المؤسسات المعنية والجمعيات المدنية لتحقيق نتائج إيجابية

تقدمت المجموعة الثالثة في الملتقى بمشروع تعاونية العسل الحر، حيث أبرزوا نقاط قوتهم في وجود مقر للتعاونية وتجميع النحالين المتميزين وذوي الكفاءة العالية، وتوفير منتوج بثمن مناسب، وخدمات التوصيل والبيع عن بعد. وركزت فرص المشروع على وجود أكاديمية للتكوين والتدريب المستمر، ووجود شركاء وفاعلين محتملين في المنطقة. أما نقاط الضعف فتمثلت في ضعف تلبية احتياجات السوق وغياب دعم النحالة، ووجود بيئة عمل غير مناسبة للإنتاج. ومن بين التهديدات انتشار أمراض النحل وارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب وجود مراعي بعيدة

وعرضت المجموعة الرابعة في الملتقى مشروع تدبير المياه في منطقة مراكش آسفي. أبرزت نقاط القوة للمشروع في التركيز على الموارد البشرية والمالية، في حين تمثلت نقاط الضعف في ضعف التدريب في إدارة الأزمات المتعلقة بالمياه، وغياب التواصل والتنسيق بين الجمعيات، وانعدام الوعي بخطورة هذا الموضوع. ومن بين الفرص المتاحة للمشروع تسريع توفير مياه الشرب في المناطق الريفية وبرمجة سدود جديدة. وركزت التهديدات على عدم التزام المؤسسات بالتمويل، وغياب الحكامة في إدارة وتسيير المشروع، وعدم وجود نظام مناسب للمتابعة والتقييم

إضافة إلى ذلك، يمكن أن نقول أن برنامج تدريب المدربين في مجزواته الأولى كان مناسبة للمناقشة وتبادل الأفكار والتعاون بين الجمعيات المشاركة. تم تبادل الأفكار وطرح الأسئلة وإبداء الرأي. وسادت أجواء مشحونة بالحماس والشعور بروح المجتمع، حيث كان الجميع متحمسًا للمساهمة في تنمية مجتمعهم المحلي

ونظرًا لأهمية منظمات المجتمع المدني كوسيط بين الجهات المانحة والفئات السكانية الضعيفة في مجال المساعدات الإنمائية والإنسانية، فإن آراءهم ومعرفتهم العملية وخبرتهم الأكاديمية تظل ذات أهمية كبيرة في حركة التنمية، مسعين لتحقيق العدالة والمساواة للجميع وتدريب الأجيال القادمة من الفاعلين في مجال التنمية. فالعناصر الناشطة في المجتمع المدني تعمل من أجل مستقبل أفضل وتتشارك في أهداف عامة لتحقيق العدالة والمساواة واحترام كرامة الإنسان

باختصار، يُعَزَّزُ دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. التعاون والتبادل في برامج التدريب يسهمان في بناء مجتمعات قوية ومزدهرة لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية