ليلة الثامن من شتنبر سنة 2023، ليلة التغيير الجذري ببعض أقاليم المملكة المغربية بالخصوص،وحزن وألم في قلوب المغاربة عموما.إنه زلزال الحوز المرعب. ليلة الخوف والرعب والهروب خارج الديار، سقوط منازل،موت أناس كثيرة منها أطفال،نساء،رجال،شيوخ وشباب.جميع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وإذاعات التلفاز تتحدث عن ما وقع خلال ثواني.
كنت أسمع عن مخلفات الزلزال البشرية والمادية من وسائل التواصل الاجتماعي فقط، وكذلك المساعدات التي وصلت لتلك الدواوير المتضررة بالزلزال من جميع أنحاء المغرب والعالم من مواد غذائية، أفرشة،ملابس،وخيام…. وكانت مؤسسة الأطلس الكبير سباقة إلى ذلك.ولم تكتفي بالمساعدات المادية فقط،بل قدمت ورشات الدعم النفسي الاجتماعي لفائدة النساء والأطفال المتضررين من الزلزال بمساعدة مع مشروع الأمل (Project Hope).
في 06 فبراير 2024، أتاحت لي مؤسسة الاطلس الكبير للتنمية المستدامة من خلال الورشات التربوية التي تقدمها فرصة مشاهدة هذه المخلفات مباشرة بالعين المجردة في كل من دواري اينغد وامي نتلا،بجماعة أنكال، إقليم الحوز. رأيت دمارا، بيوت محطمة، مدارس مدمرة،موتى بعدد يناهز 70 شخصا من أطفال، ورجال ونساء. أصبح الناس يقطنون بخيام .كسر قلبي، وانصدمت عيناي من هول المنظر. ما رأيته كان أسوأ مما كنت أسمعه بكثير.مناظر تدمي القلوب وتدمع العيون و تربط اللسان عن التعبير. تلاميذ تبخرت أحلامهم وأصبحت ردما يرونه صباحا ومساء.إنه منظر يرثى له.
تمكنت من المشاركة في تسيير ورشة التمكين والدعم النفسي الاجتماعي لفائدة النساء المتضررات بالزلزال لمدة أربعة أيام، إذا بي أجد مأساة حين بدأت النساء تتحدث عن تلك الليلة المشؤومة وألمها وحزنها. منهن من تبكي لفقدان أبنائها، أو زوجها، أو أحد أقاربها، ومن بينهن من تبكي لعدم تفقد أهلها لها رغم قرب المسافات حتى وأنهم سمعوا صراخها وهي تطلب المساعدة.لم تكن عيونه تبكي فقط بل قلوبهن أيضا.
كانت هذه الورشة بمثابة فرصة للمستفيدات للتفريغ والتحدث على كل شيء يضرهن، وتشارك قصصهن والتعبير عن مشاعرهن وألمهن وتعبهن النفسي والتوتر الذي يعشن فيه منذ تلك الليلة. كما أنها مجلس لتبادل تجاربهن، ودعمهن لبعضهن البعض.حيث كان الهدف الأسمى من هذه الورشة هو مساعدة هؤلاء الناس على استعادة الشعور بالحياة العادية على الرغم من الجروح التي تركتها هذه الفاجعة أو ربما جروح قديمة تم فتحها من جديد.
يا لفرحتنا حين استطعنا جعل هذه النساء تضحكن بعد بكاء وزرعنا فيهن الأمل بأن الحياة تستمر بغض النظر عن أوجاعنا ومأسينا.وأن هذا قضاء وقدر من الله تعالى.