يوسف مزدو – مساعد مديرة المشاريع
في السادس والعشرين من فبراير 2022 ، قامت مؤسسة الأطلس الكبير في إطار مشروع العيادة القانونية بشراكة مع جامعة القاضي عياض – كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بمراكش، وجمعية العيادة القانونية للدراسات والابحاث – وبدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية (NED) بتنظيم دورة تدريبية لطلبة العيادة القانونية في موضوع المقاربة التشاركية من طرف المؤطرة السيدة أمينة الحجامي مديرة المشاريع بمؤسسة الأطلس الكبير
تهدف الدورة التدريبية في شرح وفهم إستراتيجية المقاربة التشاركية ل 41 من طلبة العيادة القانونية بمراكش في كيفية تحديد أولويات الساكنة المحلية عملا بالمراحل التالية
الخرائط ( الخريطة الطبيعية ؛ الخريطة الإجتماعية ؛ خريطة الحلم )
عناصر ( نقاط القوة ؛ نقاط الضعف ؛ التهديدات ؛ الفرص)
مصفوفات الأولويات (الجامعة نموذجا)
استهلت المؤطرة السيدة أمينة الحجامي حديثها في إبراز أهمية المقاربة التشاركية على أنها تهتم بإشراك المواطنين في تدبير الشأن المحلي، وتنمية المناطق المهمشة وتشخيص مشاكلهم ومعاناتهم والإنصات إلى آهاتهم. مبرزة أن الهدف من وراء هذه الدورة ، هو الرفع من جودة تكوين الطلبة وتحسين أدائهم في معرفة خطوات المقاربة التشاركية إيمانا منها أن تأهيل الموارد البشرية يعتبر عاملا أساسيا من أجل ضمان نجاح برامج تنموية
وفي إطار توسيع النقاش والإنفتاح على رأي الآخر تم خلق نوع من النهج التشاركي بين الطلبة حيث شاركوا آرائهم بخصوص مفهوم المقاربة التشاركية على أنه لابد من مشاركة في صناعة القرارات المحلية لكونها شكل من أشكال الديمقراطية الترابية بهدف تحقيق برامج تنموية
بعدها شرعت في تبيان دور كل خريطة على حدة من خلال مشاركة فعلية بين طلبة العيادة القانونية بحكم أن الخريطة تهدف في حد ذاتها الحصول على معلومات عن الموارد والخدمات المتاحة في المجتمع المحلي وتشمل الخريطة ثلاث خرائط وهي
- الخريطة الطبيعية : التي نبرز من خلالها الخصائص الطبيعية التي تتميز بها المنطقة ( الموقع الجغرافي التضاريس، المناخ) كما أنها تحدد الموارد الطبيعية وكذا طبيعة الفرشة المائية إن كانت سطحية أم جوفية
- الخريطة الإجتماعية : كونها ترتكز على العنصر النشيط وسط المجتمع المحلي والبنية الديمغرافية والمستوى المعيشي للساكنة المحلية ومعرفة الثقافة والأعراف السائدة في المجتمع المحلي
- خريطة الحلم : تهتم بخلق رؤى والتطلعات للأهداف والأحلام المرسومة للمجتمع المحلي ، كما أنها تبين التنبؤ والتوقع نحو المستقبل
حينها أشارت المؤطرة السيدة أمينة أنه لابد من تحديد الأولويات من خلال معرفة المشاكل التي يعاني منها المجتمع المحلي ، والتفكير في الحلول والإمكانيات المتاحة لتحقيقها
وفي نفس السياق أبدت أن طريقة عبارة عن أداة لتحليل نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات التي يعاني منها المجتمع المحلي، ويعمل بهذه الطريقة في ورشات العمل الخاصة بالتخطيط الإستراتيجي
الحقيقة أن المؤطرة أفسحت اللبس حول استراتيجية المقاربة التشاركية في أذهان الطلبة بحكم أن المقاربة التشاركية وسيلة جديدة من أجل المشاركة المستمرة والدائمة من طرف مختلف الفاعلين خصوصا المجتمع المدني والمواطنين، وتعد المشاركة أحد أهم ركائز نجاح أو فشل أي فعل يتوخى التغيير سواء تعلق الأمر بتغيير المفاهيم أو المواقف أو التصرفات أو بتغيير وضعية اقتصادية، و اجتماعية
– إعداد مصفوفة الأولويات ( الجامعة نموذجا )
حينها تم طرح تساؤل عن كيف نجعل نقاط القوة والفرص تعالج نقاط الضعف وتقلل من خطر التحديات عملا بعناصر ؟
أثناء النهج التشاركي قامت المؤطرة السيدة أمينة الحجامي بتقسيم طلبة العيادة القانونية إلى خمس مجموعات كما وزعت على كل مجموعة أوراق بهدف رسم خريطة حول أولويات الطلبة داخل الجامعة في إطار تشاركي ، وقد شاركوا آراءهم في تقديم عدة مقترحات وأولويات
أبداو طلبة العيادة القانونية على أنه لابد من المشاركة التفاعلية والتعاون بين أطراف متعددة لتحقيق الأولويات المقترحة وإسهام أطراف متعددة بوسائل متنوعة في إنجاز هذه الأولويات
واعتبروا أن الكلية بحاجة ماسة إلى هذه الأولويات ، والتي يجب من خلالها توحيد الجهود من أجل تحقيقها مُعربين عن أملهم في حل تلك المشكلات
على العموم فإن الدورة التدريبية لاءمت الأهداف المسطرة من خلال تمكين طلبة العيادة القانونية من معرفة خطوات المقاربة التشاركية ، كما أن مصفوفة الأولويات التي حددها طلبة العيادة القانونية تبين من خلالها فعالية الأهداف التي تم تحديدها