“الورشة التكوينية التي قامت بها مؤسسة الاطلس الكبير تحت عنوان “التمكين النفسي
“مستفيد من الورشة التكوينية التي قامت بها مؤسسة الاطلس الكبير تحت عنوان “التمكين النفسي
نعلم جميعا أن الانسان غالبا ما تنخفظ معنوياته فيساوره شعور بالقلق والحزن, فيحس أنه غير مسيطر على مجريات حياته وغير راض عنها، هذه المشاعر هي في الاصل جزء طبيعي من كتلة المشاعر التي تكوِّن الانسان، فعندما تتعاظم هذه المشاعر وتتراكم تحدث مشكلة تسمى مرحلة المرض النفسي
فأنا بطبعي كانسان غلبا ما أحس بمثل هذا الشعور، ولتداركه والحد منه الجأ عادة الى قراءة بعض كتب التنمية الذاتية أو مشاهدة مقاطع الفيديوهات قصد تطوير النفس وتحسين المؤهلات والامكانيات الشخصية العقلية منها والفكرية، والتي في نظري لا تجدي نفعا، بل لا همّ لأصحابها سوى الربح المادي فقط
فلك أن تتخيل صديقي القارئ مدى سعادتي عندما حضيت بفرصة الحضور الى إحدى الورشات التدريبية التي قامت بها مؤسسة الاطلس الكبير تحت عنون “التمكين النفسي”. لم تكن مجرد ورشة تدريبة عادية سواء بالنسبة لي أو لكافة المدعوين، بل كانت لنا بمثابة الدواء الشافي لما نحمله من مشاعر وأحاسيس سلبية تجاه أنفسنا وتجاه الغير، بل واكثر من ذلك فرصة كبيرة لمعرفة دواتنا وانتقالنا من حب الغير الى حب الذات
نعم لم تكل مجرد ورشة تدريبية عادية، فعندما تترك قيادتها لعضيمي دولة الاردن الشقيقة الدكتور رياض محمد رمضان أبو شرف، والدكتورعبد الكريم الشافعي فستصل الى المبتغى لا محالة، فكلاهما حرصا طيلة أيام الورشة على جعل المتشائم متفائلا متيمِّناً، والمكتئب فرحا مسرورًا، والمنهزم منتصرا فائزًا، والفاشل ناجحا فلحاً، والضعيف قويا رزيناَ، وغيرها من الاحاسيس السلبية التي ترجمت لاحاسيس ايجابية ظهرت اثارها بشكل واضح على وجوه المستفيدين
الدكتورين القديرين لم يصفا الدواء فحسب، بل تعدا ذلك ليقدمو لنا ما يشبه الترويض الطبي لانفوسنا وأروحنا بشكل خاص، ولعقولنا واجسامنا بشكل عام، حيث قامو في بادئ الامر بتقريب المشاركين ببعضهم البعض، لتليها التعريف بالورشة وأهدافها ونتائجها تم السفر بنا الى معالم التمكين، والوقوف عند اسواره والدخول من مختلف ابوابه ومعرفة خباباه
كانت نتيجة الورشة وبشكل جليّ أن كل منا تقرب الى نفسه وتصالح معها، فاصبح واثقا منها مؤتمنا بها، الشيء الذي جعله يشاركنا أفكاره ويقدم لنا أرائه ومداخلاته دون اي خوف وارتعاب، كما أصبح كل منا زميلا للاخر رغم فارق الاعمار والمستوى التعليمي والفكري حيت امتزجت تجارب وخبرة رجل في سن الثمانين بثقافة شاب في عمر العشرين، لتعطي لنا فكرة مفادها أن السن مجرد رقم لا غير، وأن الشباب شباب الروح والقلوب ابدا لا تشيخ، وأن في الحياة متسع لكل شيء، وان الانسان هو من يلون حياتة بطريقة نظره اليها، أحب ذاتك وسمو بها، فلا يمكن أن تحب غيرك مادمت لم تحب نفسك
كانت هذه خلاصة اليوم الاخير وسط جو يسوده فرح ما كتسبناه ممزوج بطعم ألم الفراق. وكل منا يمرر لهيب شمعة تحملها أنامله قاطعا الوعد على أنه كما أوقد شمعته سيوقد شمعة غيره، وكل ما لقِّن له سيلقنه لمن هو في حاجة إليه
فشكري الجزيل لمؤسسة الاطلس الكبير في شخص رئيسها السيد يوسف بن ميرعلى هذه المبادة القيمة
وشكرا كذلك صديقي واخي الرشيد منتصر على منحك لي فرصة الحضور
الشكر موصول أيضا للدكاترة الكرام السيد رياض محمد رمضان، والسيد عبد الكريم الشافعي. قائدي واساتدة التكوين
شكرا لكافة الزملاء المدعوين اللذين لبو النداء وحضرو بشكل متكرر طيلة مدة التدريب