الرشيد منتصر.
مشرف على مشروع سامي.
مؤسسة الأطلس الكبير.
شكل الإفطار الجماعي بكنيس بيث-إل في جيليز-مراكش ملحمة كبيرة بين المسلمين المغاربة و اليهودالمغاربة. هذه الأخيرة التي شكلت حضارة و مجتمع قديم، حيث كان هناك ما بين 250000 إلى 350000 يهودي في المملكة بعد الحرب العالمية الثانية، التي أعطت المغرب أكبر جالية يهودية في العالم الإسلامي. بيد أنه لا يزال هناك أقل من 2500 شخص.
المسلمون واليهود المغاربة هم مجتمعات موجودة جنبا إلى جنب في وئام و صداقة. عاشو في بيوت مماثلة، قادو حياة مماثلة، و حضرو نفس المدارس، و عملو في نفس الوظائف و قضو اوقاتا عظيمة معا كأصدقاء.
في 18 يونيو 2017، تم ٱستدعاء مؤسسة الأطلس الكبير من قبل رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش آسفي، السيد جاكي كادوش لإفطار جماعي في الكنيس المذكور سابقا.
إلى جانب السيد الوالي لجهة مراكش أسفي تم حضور جمعية ميمونة، مؤسسة الأسرة إكشتاين، الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود، و وفد من وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، وأيضا كان هناك مجموعة من الشخصيات المهمين، بلغ مجموعهم حوالي 70 شخصا.
على الساعة 19:30 بدأت تفوح روائح الأطعمة الشهية كما بدأت تظهر الطقوس الرمضانية الجميلة في مكان مفتوح رائع بالكنيس، مع فرقة موسيقية مغربية جيدة من الطرب اليهودي. كانوا هناك أكثر من ستة طاولات تضم مسلمين و يهود مغاربة يتحدثون مع بعضهم البعض، حيث تظهر ابتسامات جميلة مرتسمة على وجوههم نابعة من قلوبهم.
بعد إفطار مفعم بالوجبات المغربية اللذيذة، ذهبنا لصلاة المغرب، حيث تلك كانت المرة الأولى التي أصلي فيها ب “الكنيس” إلى جانب السيد الوالي و آخرون، فعلا كان ذلك جد عاطفي بأجواء من الخشوع.
رحب السيد جاكي كادوش بجميع الحضور حيث تحدث عن العلاقات الوطيدة و الطيبة بين المسلمين واليهود و على ما وجدنا عليه أجدادنا من تعايش ديني و وحدة. كما تحدث على مجهودات مؤسسة الأطلس الكبير و ما قامت به من أعمال مع ساكنة حي الملاح العتيق خلال هذا الشهر الكريم، التي تجلت في عقد اجتماعات تشاركية مع السكان المحلين، حيث خرجو بمجموعة من الإحتياجات و المطالب المهمة.
قدم السيد كادوش، السيد بالون الذي رحب بالحضور كذالك، و تحدث قليلا عن قصته
عندما غاذر المغرب في السنة الثالثة من عمره، و عاد الآن محاولا الحفاظ على التراث اليهودي المغربي.
نيابية عن الدكتور يوسف بن مير، رئيس مؤسسة الأطلس الكبير، أتى السيد كادوش للحديث عنه و ماقدمه للمملكة المغربية منذ سنة 1993 إلى يومنا هذا.
كما عبر السيد الوالي عن سعادته بأن يكون في ذلك الإفطار الجماعي و بين تلك المنظمات النشيطة، حيث أعرب عن تقديره لجميع مجهوداتهم الجبارة من أجل إقامة علاقات طيبة بين المسلمين واليهود. كما هنأ مؤسسة الأطلس الكبير و جمعية ميمونة على العمل الرائع الذي قامو به مع ساكنة حي الملاح، و أن بفضل الإفطارات الجماعية و المقاربات التشاركية التي نظمت هناك تمكنا من الكشف والتعرف عن مجموعة من المطالب للساكنة كما ساعدو على تحديد الأهداف المهمة للمشروع.
ختم هذا الحدث الجميل بنغمات موسيقية غرناطية رائعة في ذلك المكان المبهج مع هؤلاء الضيوف الطيبين.
يهودي أو مسلم، نحن في الأصل مغاربة نشارك ثقافتنا من زمان، نعيش في سلام و تعايش ديني واض