مع نهاية شهر فبراير وفي الأسبوع الأخير منه أخذتنا رحلة التمكين من جديد إلى دواخل أنفسنا للغوص قليلا في خواطرنا ومناجاتها عن همومنا الدفينة ومشاعرنا الغابرة. ففي جو هادئ بمنطقة أوريكا وبنفسية قابلة للتغيير ومؤمنة بمغزى التمكين ابتدأت رحلتنا مع نساء تعاونية أبوغلو، رغبة منهن في خوض غمار التجربة نظرا لما كان لهذه الأخيرة من تأثير على زميلاتهن اللاتي وجدنا فيها العديد من مكامنهن الخافية.
“نحن نساء هذه المنطقة قادرات على خوض الرحلة مع أنفسنا للوصول إلى أنفسنا” كان قولهن في أول لقاء في الرحلة، لكن كيف استغرقن في هذه الرحلة وهل وجدن انفسهن بعد العودة؟؟
أول يوم كان للتعرف عن برنامج التمكين وأهمية ترسيخ بعض المفاهيم التي سيتم العمل بها طيلة مدة التكوين، اختبار التربة الداخلية لكل واحدة يحتم توضيح مفهوم النظرة الباثولوجية وتحويلها إلى رؤيا ومعنى حد النمو وكيفية العمل عليه، وتغيير المعتقدات المقيدة لكل واحدة عن طريق تأكيد إيجابي جذاب ومختصر ودال على الحاضر.
فالعديد منا يعيشون حياتهم دون التفكير في سبل التعرف على مصادر قوتهم التي تساعدهم دائما في الصعود والرقي، ولا حتى مصادر ضعفهم والتي غالبا ما تتركهم في دنيا التيه والتفكر والشعور بالإحباط والتدمر، لذلك كان لابد من إعطاء لكل مشاركة بعض المفاتيح للولوج إلى أعماقها والبحث فيها عن هذه المصادر باختبار تربتها الداخلية واكتشاف مكامن الضعف والخلل والعمل عليها من أجل التغيير إلى ماهو أفضل.
فمعظم هذه الأدوات يجهلها الكثيرون وبالتالي يجدون أنفسهم ضائعين سواء على مستوى مشاعرهم وعواطفهم، أو علاقاتهم الجنسية أو أجسادهم أو أموالهم أو أعمالهم أو حتى على المستوى الروحي الواصل بينهم وبين خالقهم، ولاكتشاف مصادر القوة الشخصية عند كل واحدة تم السفر عبر رحلة الغرف السبع والمتمثلة في كل من غرفة الالتزام والانضباط ونظام الدعم والدليل الداخلي وخفة الروح وغرفة الحب والاهتداء إلى حقيقة الذات، مع ترتيب هذه الغرف حسب الحاجة إلى كل واحدة منها على حدة.
أما عن الشفاء من مرض الذكريات الحزينة والأحداث المؤلمة قامت المشاركات بالغوص عبر نفق حياتهن للتخلص من إرث الماضي الثقيل وآلامه العميقة، وذلك للشعور بالتحرر العاطفي والانفتاح الداخلي ودخول البهجة إلى قلوبهن. وكما تم تحرير المشاعر والعواطف مما تحمله من هموم تم تحرير الجسد كذلك عن طريق تمرين رقصة الجسد ليأخذ حقه هو الآخر من الشفاء.
لتكتشف معظم المتدربات أن الحاجة ليست فقط للمال والعمل والعلاقات الحميمية، وإنما أيضا للمشاعر والعواطف والعلاقات بين الآخرين الذي يمكن العثور عليهم أحيانا في البعض من غرفنا داعمين ومساندين في السراء والضراء.
وقبل العودة للديار كان لابد من إيجاد هدايانا الروحية التي أغدق علينا بها الخالق، والتي غالبا ما نهملها دون معرفة قيمتها الكبيرة في حياتنا، وبالتالي استكمال رحلة التمكين والعودة للديار مع حِمل من الأفكار والرؤى الجديدة ليكون هذا هو جوهر الرحلة التي على كل من خاضها الاستمتاع بها