Todas las ideas

حضور قوي لمؤسسة الاطلس الكبير بليالي رمضان البوجدورية

Hana
byHigh Atlas Foundation
onOctober 23, 2018

بقلم حانة الزاوي

في إطار تظاهرة ليالي رمضان البوجدورية المنظمة من طرف عمالة إقليم بوجدور وبعض فعاليات المجتمع المدني عرفت الدورات التكوينية المنظمة بساحة عمومية ومفتوحة في وجه العموم حضورا منقطع النظير وكانت فرصة للدعوة الى التغيير الايجابي والرقي بالأفكار.

فارضاءا لكل الفئات والهيئات داخل الإقليم وبحثا عن التجديد كان للدورات التكوينية نصيب مهم في برنامج ليالي رمضان من خلال تاطير الاستاذة “حانة الزاوي ” مديرة مشاريع مؤسسة الاطلس الكبير” لدورتين تكوينيتين بالهواء الطلق استفاد منها عدد كبير من الفاعلين الجمعويين والساكنة المحلية. وقد تمحورت الدورتين التكوينيتين حول مواضيع هادفة تخص الحياة ككل والعمل الجمعوي بصفة خاصة، فخلال الدورة الأولى دعت الأستاذة “حانة الزاوي” إلى التصالح مع الذات واعتبار العمل التطوعي هو عمل تنموي انطلاقا من تحديد الفكرة والتسريع بتجسيدها بعد الاقتناع بها ومشاركة الإطراف المعنية بها، اعتمادا على المقاربة التشاركية الهادفة وانطلاقا من التنمية الذاتية ومراجعة النفس ومصالحتها والاعتراف بالآخر وبايجابياته وعدم الاكتراث بالأمور السلبية والسعي إلى ايجاد حلول مناسبة للمشاكل التي يمكن أن تواجه الفرد أو الجماعة. تخللت الدورة العديد من المداخلات التي عبر من خلالها الحاضرون عن امتنانهم وشكرهم للمؤطرة على موضوع التكوين وعن سعيهم الجدي لتفعيل هذه الأفكار الايجابية من خلال التنمية الذاتية كأساس للتنمية الاجتماعية التشاركية.

أما الدورة التكوينة الثانية فقد كان موضوعها هو “النزاع وكيفية الصلح” حيث صنفت الاستاذة و المكونة “حانة الزاوي” النزاع وأبرزت انه “ليس دائما سلبيا فقد ينتج عنه مواقف ايجابية من خلال صلح نزيه. فالنزاع الايجابي يكون في اختلاف الأفكار الذي لا يفسد الود في حين أن النزاع السلبي يدل على عدوانية وتجرد الإنسان من إنسانيته، وقد أعطت مثالين بالتمساح وعدوانيته وبالزرافة ورقيها ومتابعتها للأمور عن كثب…” تخلل هذه الدورات التكوينية العديد من المداخلات التي أظهرت مدى دعوة الأغلبية إلى السلام، بالإضافة إلى ورشات تطبيقية. ففي الدورة التكوينية الأولى أحضرت الأستاذة نوعين من الحلويات وطلبت من كل مشارك اختيار الحلوى الأفضل له لتفاجئهم بعدم أكلها وإعطائها للمشارك المقابل له، كان في هذا التمرين رسالة إلى الجميع أن يحبوا للآخرين ما يحبونه لأنفسهم.

أما في الدورة التكوينية الثانية فقد أحضرت الأستاذة بالونات صغيرة مكتوب على كل واحدة كلمة مميزة اجتماعية أو تنموية أو اقتصادية وتمت تفرقتهم عشوائيا على المشاركين وطلبت منهم الحفاظ عليها دون أن تعطيهم الفكرة فكان شجار بين البعض لتفرقع اغلب البالونات ولم يتبق إلا بالونتين احداهما كتب على واحدة “العمل” والأخرى “التزام”. فعشوائية تفريق البالونات والحفاظ عليها كانت لعبة بسيطة لكن لها مغزى عميق وهو التسامح والعمل الجاد والبعد عن النزاع والإحباط ومحاولة الحفاظ على الافكار دون السعي الى محاربتها.

اختتمت الدورتين بتنويه وتتبع جمهور كبير لساكنة إقليم التحدي بوجدور وتحد آخر من الاستاذة “حانة الزاوي” لتأطيرها دورة تكوينية في ساحة عمومية.