تعاونية أبغلو ثمرة تلاحم الأيادي بواد اوريكة
بقلم أمينة الحجامي
مديرة مشروع مع مؤسسة الأطلس الكبير
جميل أن نعرف أن هناك أشخاص يدعموننا من بعيد لتحقيق أحلام العديد من النساء ببواد جبال الأطلس مند ثلاث سنوات و أن يكون هولاء الأشخاص من دولة أخرى لا لغة ولا ثقافة مشتركة، لكن لديهم إيمان بأننا في يوم من الأيام سوف نحقق أحلام نساء لديهن أمل كبير على تغيير أنفسهن إلى الأحسن، والأفضل أن نرى هولاء الأشخاص قطعوا مسافات بعيدة من أجل مشاركتنا لحظات قليلة إلا أنها لا تنسى احتفالا بالإنجازات التي قامت بها نساء تعاونية أبغلو (Aboghlou cooperative) ، فرحة بعد قطعهن لأشواط عديدة في مشروعهن الهادف إلى التنمية المستدامة، إنه الفريق الرائع لأيف سان لوران بيوتي (Yves Saint Laurent Beauté).
سرني جدا أن تتكرر الأفراح لدى النساء اللواتي أعمل معهن و أن يكون هناك تقدم في المشروع ففي نفس اليوم من السنة الماضية عشت فرحة مع بعضهن من اللواتي مثلن المغرب والمرأة الأمازيغية مع نساء من دول عالمية عديدة وشاركنا بأفكارهن وأحاسيسهن في موضوع علاقة النساء بالتغيرات المناخية خلال مؤتمر الأطراف المقام بمراكش السنة الماضية، وهذه السنة استقبلت النساء أكثر من 90 زائر من فريق شركة إيف سان لوران بيوتي القادمين من العاصمة الفرنسية باريس وممثلة بور بروجيكت (PUR Project) من أجل زيارة النساء والتعرف على مشروعهن عن قرب.
حل فريق إيف سان لوران بيوتي صبيحة يوم الثلاثاء 14 نونبر بمشتل الأغراس والأعشاب الطبية التي تعمل به نساء تعاونية أبغلو وتؤطره مؤسسة الأطلس الكبير (High Atlas Foundation) بشراكة مع إيف سان لوران بيوتي وبور بروجيكت من أجل تشجيعهن على تطوير مشروعهن وإدماجهن في الاقتصاد الأخضر من خلال عدة تكوينات لها علاقة بتقوية القدرات من الناحية الشخصية والمهنية من خلال غرس الأشجار المثمرة والأعشاب الطبية والعطرية وتسويقها محليا ودوليا.
استعملت النساء أثناء استقبالهن للزوار رموز كثيرة من أجل تكسير حواجز اللغة من خلال الابتسامة، تحية السلام ، طقوس الحناء، وضع الورد على المائدة الفضية، قالب السكر، كسو المائدة بغطاء المرأة الأمازيغية الذي ترتديه في الأفراح للدلالة على الفرح، كلها رسائل ورموز أمازيغية تقليدية محضة تستعملها نساء جبال الأطلس كدلالة على الفرح، حسن الضيافة تعبر من خلالها عن حفاوة الاستقبال والترحيب باللضيوف وكذا التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي وشكرهم على الزيارة.
في أخر الزيارة اجتمع الزوار مع النساء في صورة كتذكار راسخ على هذا الحدث المهم ، وتلتها صورة جمعت ما بين النساء، السيد سيتفان (Stefan) عن فريق إيف سان لوران بيوتي و رئيس مؤسسة الأطلس الكبير السيد يوسف بن مير (Yossef Ben-Meir) ، وأثناء تصويرها أخذت النساء في ترديد أهازيج أمازيغية تدعو من خلالها إعادة الزيارة في المستقبل.
هذا المشروع بالنسبة لي كطفل صغير عشت معه تجربة لا تنسى من مرحلة لا يقدر على التحرك لكن ابتسامته وحركاته دليل على مشيه في المستقبل ودليل على قدراته على الوصول إلى هدفه ووقوفه على قدميه، هكذا أعتبر مشروع نساء اوريكة، فقد كانت البداية صعبة لكن الإرادة والرغبة الجامحة التي تراود النساء والبريق الذي رأيته في أعينهن جعلتني أتشجع وأبلغ قصارى جهدي لمساعدتهن ومساندتهن في حلمهن لتحقيقه بعدما كان مرسوما على الأوراق فقط.
لا تفوتني الفرصة لشكر فريق إيف سان لوران بيوتي على هذه الزيارة التي سوف تعطي للنساء شحنة إيجابية من أجل تطوير مشروعهن واستدامته واخص بالذكر السيدة كارولين نيكر (Caroline NEGRE) التي بذلت مجهودها طيلة المشروع والسيد ستيفان الذي أعطى من وقته لزيارة المشتل ولقاء النساء، كما لا أنسى شكر الآنسة كاميل لوستخديك (Camille Le Stradic) عن بور بروجيكت التي ساندت المشروع لمدة سنة، وأهنئ مؤسسة الأطلس الكبير التي تساند دائما وتدعم المشاريع النسائية بالعالم القروي في جل أقاليم المغرب برئاسة الدكتور السيد يوسف بنمير.
في الأخير متمنياتي أن تتكرر هذه اللقاءات والأحداث التي تجمع منظمات عالمية من أجل هدف إنساني مشترك ونبيل وأن ندعم نساء أخريات في العالم القروي ومشاريع أخرى تعود بالنفع على الساكنة المحلية.