Todas las ideas

الأوان لم يفت أبدا على التعلم

Hajar1
Blog
byهجر لحضيري
onMarch 23, 2023

بقلم: هجر لحضيري

نعلم جيدا مدى أهمية محو الأمية في تنمية المرأة القروية ، بحيث تعتبر المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة بالنسبة للمجتمعات المدنية، ففي أحد مساجد دوار أهل مبارك امسعود بجماعة ايت الطالب إقليم الرحامنة تجتمع نساء وبنات الدوار ، هدفهن الاستفادة من دروس محو الأمية والتمكين الذاتي وتكوينات اخرى لها علاقة بضرورة إنشاء مشروع مدر للدخل وخلق تعاونية الصناعة التقليدية لفائدة نساء الدوار التي تندرج ضمن أنشطة وأهداف مشروع محو الأمية الأسرية بجهة مراكش أسفي، المؤطر من طرف مؤسسة الأطلس الكبير و الممول من طرف الإتحاد الأوروبي . فكثيرات هن النساء اللواتي حرمن من حقهن في التعلم فكبرن وفي قلوبهنّ غصّة الحرمان

ورشات تدريبية لأستاذات محو الأمية بجهة مراكش أسفي

لجأن إلى مشروع محو الأمية الأسرية لتحقيق تلك الرغبة العميقة التي كبحنها منذ زمن طويل. خلال الدورة التكوينية الثانية لأستاذات محو الأمية الأسرية في شهر نونبر 2022 التي نظمت لمدة أربع أيام، التي أقيمت بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين لجهة مراكش أسفي و المنظمة من طرف مؤسسة الأطلس الكبير و بتأطير من طرف أساتذة المركز السيد عبد العزيز السيدي، والسيدة رشيدة عقبي و المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية السيد عبد الله خالوب، التقيت بلالة الكبيرة تحكي بكل فرح عن تجربتها في تدريس نساء الدوار، هذه التجربة الفارقة التي غيّرت حياتها، وفجّرت داخلها حبّاً كبيراً في التعليم، أتيحت لي فرصة الجلوس معها، امرأة مجدة ومثابرة سألتها بشغف عن شعورها وهي تعطي الدروس لغيرها بادرتني بابتسامة صادقة وهي تجيب” الحمد لله ” فبرغم من أن أجوبتها مختصرة، إلا أنني شعرت وكأني طبيبة نفسية أقرأ ما بداخلها، أرى في عينيها بريقا قل نظيره يحكي بكل صدق أنها تعلمت القراءة والكتابة، وأنارت طريقا مظلما لازمها منذ طفولتها ولم تتوانى أبدا في مشاركة هذا العلم مع غيرها من النساء، بحيت اخبرتها إحدى المستفيدات من محو الأمية الأسرية للالة مباركة قائلة “أدرك جيدا أن الأوان لم يفت أبدا على التعلم، أؤمن بأن السن مجرد رقم، والعلم ليس له عمر محدد”، سألتها عن سبب عدم ارتداد النساء للمدرسة، فأجابت أن الناس في القرية يرَون أنّ المستقبَل الوحيد الذي يمكن أن تحلُم به أي امرأة هو زوجٌ وبيتٌ وأطفال، فحقهن في التعليم مجرد أمنيات، فالتقاليد والعادات تقصينها، كما أن بعد المدارس عن البيوت و خوف الآباء على بناتهم وانعدام الوعي بجدوى التعلُّم بالنسبة إلى الإناث تزيد الطين بلة، وتجعل فرص التعلم بالنسبة لهن منعدمة

تعلم القراءة والكتابة لم يكن وحده خيرا وبركة على لالة الكبيرة وأفراد القرية، بل فكما جاء على لسانها أن مؤسسة الاطلس الكبير قامت منذ سنوات بإنشاء مشروع لتزويد الساكنة بالمياه الصالحة للشرب هذا المشروع الذي أدرته السيدة مليكة قاسي في سنة 2012، حكت عن فضل مؤسسة الأطلس الكبير، تحكي لالة كبيرة قائلة “خلال ورشة التمكين الذاتي التي أطرتها السيدة أمينة الحجامي لفائدة نساء الدوار التي كان لها تأثير كبير على تشجيع النساء على التعلم وإعطاء فرصة لأنفسهن من أجل اكتشاف شخصياتهن” شاكرة بكل جوارحها ما تقوم به من عمل تجاه أناس المنطقة، فلطالما سمعت منذ ولوجي للمؤسسة ثناء الناس وحبهم لهذه المؤسسة التي تسهر على تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في فك العزلة على القرى النائية بوطننا الحبيب، فشكرا لمؤسسة الأطلس الكبير على هذا العمل النبيل وشكرا لأعضاء مشروع محو الأمية الأسرية بجهة مراكش آسفي الذين منحو لي فرصة لقاء تلك النساء المثابرات، وأتمنى أن أزورهن يوما ما وقد حققن أمنياتهن