بتاريخ 19 يوليو 2024، أقيمت في قرية اقريش ورشة عمل بعنوان "قوة التفكير الإيجابي" مع نساء تعاونية اشبارو. حضر الورشة ست عشرة امرأة، وقدمت مسيرة الورشة فاطمة الزهراء العريبي محتوى حول تكوين قوة التفكير الإيجابي، بينما تناول السيد يوسف مزدو أولويات وأهم محطات مشروع التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة، ودعم سبل عيشها من خلال إنتاج أكياس الأشجار القابلة للتحلل والخالية من البلاستيك.
الكلمة لها تأثير كبير، حيث أن إيجابية الإنسان أو سلبيته تأتي من تفكيره. وهنا يتجلى دور قوة التفكير الإيجابي في التعامل مع الأمور بشكل عام. خلال الورشة التي تناولت هذا الموضوع، أشارت فاطمة الزهراء العريبي إلى أهم الاستراتيجيات المتعلقة بالتفكير الإيجابي، وأعطت أمثلة على هذه الاستراتيجيات، مثل تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية، وممارسة الامتنان والتقدير، وممارسة التفكير الإبداعي.
كما تطرقت إلى الحديث عن قوة الإيمان بالأشياء، أي أن ما نؤمن به يشكل واقعنا. في هذا السياق، تم الحديث عن قانون الجذب، والذي ينص على أن إذا كانت أفكارك تركز على ما هو إيجابي، فستكون الظروف معك، وإذا كانت أفكارك تركز على ما هو سلبي، فستكون الظروف ضدك. كانت مداخلات النساء حول قوة التفكير الإيجابي في الأمور قد لاقت تفاعلًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، الفئة المستفيدة من التدريب تتضمن الفتيات والنساء، مما أدى إلى تفاعل جيد بين الجميع داخل الورشة.
تم التطرق إلى فكرة أن اللوم هو عدوى استراتيجية تعيق التفكير الإيجابي، وأن الندم هو الخطأ الثاني الذي ننصح بتجنبه. كما تم تناول موضوع النقد السلبي، مع إعطاء أمثلة حول كيفية التعامل مع الأبناء. في هذا السياق، شاركت إحدى النساء بمثال من تجربتها الخاصة، قائلة: "دائمًا ما أوجه النقد لابنتي الوسطى من خلال مقارنتها بأختها الكبرى، حيث أقول إنها لا تتقن العمل بشكل جيد وتسرع فيه بلا جدوى، وأن أختها أفضل منها".
لكن في الواقع، هذا ليس تصرفًا جيدًا مع أبنائنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمقارنة بينهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن توجيه هذا النقد السلبي أو الأفكار السلبية لأطفالنا يجعلهم يعتقدون أنها صحيحة بالفعل. ومع تكرار هذه الأفكار، يصبح من السهل على العقل الباطن تقبلها وتطبيقها.
يجب التفريق بين النقد البناء والإيجابي الذي يساعد على التغيير للأفضل، والنقد السلبي الذي يشعرنا بالأسى فيما بعد، حيث يستهلك بشكل كبير من قوة الإنسان. هنا كانت مداخلة إحدى الفتيات حول قوة جلب الأشياء التي نفكر فيها إلى واقعنا. أضافت في مداخلتها أنها كانت تطلع على كتب حول أهمية التفكير الإيجابي في الحياة، ولم تكن مهتمة بالأمر في البداية لأنها لم تفهمه، لكنها استفادت بشكل كبير من الورشة التي دفعتها للعودة لقراءة كتبيها.
من بين المواضيع التي أثارت انتباهي كان الحديث عن ماذا سيفعل كل منا إذا أُتيحت له فرصة الحصول على خمس وعشرين ساعة في اليوم، وما هي الأشياء التي سيقوم بها في تلك الساعة الإضافية؟ ومن خلال طرح هذا السؤال، شارك الجميع في الإجابة عليه، وكانت كل إجابة مختلفة عن الأخرى. قالت إحدى المشاركات: "في تلك الساعة الإضافية سأجلس مع نفسي وأقوم بتصفية أفكاري وإعادة ترتيبها." وقالت أخرى: "سأخصص تلك الساعة للاهتمام بنفسي." بينما قال أحدهم: "سأجعل هذه الساعة مخصصة للصلاة وذكر الله."
إضافةً إلى ذلك، كانت هناك مداخلة من السيد يوسف، حيث أعطى مثالاً عن الأشياء التي سيقوم بها في تلك الساعة الإضافية، مما جعل الحاضرات يتفاعلن معه بشكل جيد. ثم تطرق إلى التحدث عن موضوع التعاونيات، خاصةً أن الحاضرات لديهن تجربة في إنشاء تعاونية ويعملن بشكل جيد. هذا ما دفعه لاقتراح فكرة إنتاج أكياس الأشجار القابلة للتحلل ضمن مشروع التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة ودعم سبل معيشتها.
كان هدف الورشة تحفيز النساء للاستمرارية والتقدم للأمام من خلال حضورهن لتدريبات عديدة يستفدن منها ويعززن مهاراتهن. خاصة أن إحدى المشاركات قالت إنه بالرغم من أنهن يعملن داخل تعاونية ولديهن تجربة، فإن حضور التدريبات يساعدهن على تعلم المزيد والاستفادة من المعلومات من أجل الاستمرارية والتقدم.
اختتمت الورشة بنقاش بين المؤطرين والمستفيدات حول أهمية التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة القروية ومساهمتها في مسار التنمية. كما تم التطرق إلى التحديات والإكراهات التي تواجهها، مؤكدين على أن المرأة القروية والجبلية تعتبر قوة يُعَوَّل عليها.