في زيارة لمدينة أسفي، تلك المدينة الصغيرة الجميلة التي تتمتع بسحرها الخاص وتاريخها الطويل، المدينة الفاتنة ذات التراث التاريخي والثقافي التقليدي الذي يستدعي الزيارة والاستكشاف، لم يكن الغرض من زيارتنا لهذه المدينة سوى مراقبة الأشجار المثمرة التي تم توزيعها على الفلاحين لتتبع النمو السليم والحالة الصحية لها، كان ما أثار انتباهنا بهذه المدينة هو الانتشار المكثف لشجر الأركان التي تمتلك جاذبية خاصة وتلتفت الانتباه بسبب ثمارها الصفراء والبنية الصغيرة والجميلة، ومنظرها الطبيعي الجذاب، والجميل في الأمر أننا في طريقنا للمساهمةفي استمرار هذا الموروث الطبيعي الفريد. باعتبار، منطقة آسفي واحدة من المناطق التي استهدفها مشروع التشجير الذي أطلقته مؤسسة الأطلس الكبير بدعم منشريكه" اFRÉ Skincare "والذي استهدف غرس 20180 شجرة مثمرة موزعة بين 13442 من الكبار و6438 من الأركان ثم 300 من الخروب وزعت على أزيد من 30 فلاح بجماعة خطا زكان في كل من دوار "عزيب النصرانية"، "وولاد بهرير بأسفي".

ونحن نفحص ونجول بين أحضان هذه الأشجار التي تبعث الروح والأمل داخل أنفسنا سواء بالنسبة للأشجار المعمرة الموجودة التي أعطت رونقا وجمالا للمنطقة، ثم كذلك تلك الفسائل الصغيرة الحديثة الغرس التي تم زراعتها والتي تنتظر غيث السماء وعناية السكان المحليين لتنمو بشكل جيد وتزيد من جمال المكان، تبدو أشجار الأركان بالمنطقةبشكلها الجمالي وثمارها البنية والصفراء اللون، ثم كذلك الروائح الزكية والنكهات التي تفوح منها، ولمسها كذلك الفريد والخاص الذي شعرنا من خلاله بنوع من التفاعل الحسي والارتباط بالبيئة الذي يعزز فيك الحس واهمية الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي الفريد، وكل شيء فيها يوحي بالجاذبية الحسية والوجدانية التي تجعلها جزءا منالتجارب الإنسانية والثقافية.

لم يكن يقصر غرض الزيارة فقط في تتبع الأشجار بل أبعد من ذلك الاستماع الى ردود أفعال الساكنة المحلية حول مبادرة غرس أشجار الأركان حيث أدلى الفلاحين بدلوهم في الموضوع ومن أبرز الأقوال التي عبرو بها : زراعة شجر الأركان سيزيد من دخلنا سيمكننا من تحقيق مزيد من الاستقرار الاقتصادي، وفي نفس السياق قال أحدهم بأننا ندرك أهمية الحفاظ على شجرة الأركان لمنع التصحر والحفاظ على البيئة المحيطة بنا وعلينا أن نعتني بشجرة الأركان ونتأكد من أننا نستخدم مواردها بحذر لضمان استدامتها للأجيال القادمة رغم العمل الشاق والصبر الذي يطلبه هذا النوع من الأشجار، وقد نواجه مشكل نقص الموارد والتمويل، فشجرة الأركان تشكل جزء من تراثنا وثقافتنا ونحن نفتخر بالاعتناء بها واستخدام منتجاتها في حياتنا اليومية، حيث عبروا الفلاحين عن احتياجهم للتوعية والتثقيف حول زراعة الأركان بشكل أفضل وزيادة إنتاجها، ونشعر بأن أسعار زيت الأركان تتأثر بالأحداث العالمية، ونأمل أن نرى المزيد من الدعم لزراعة الأركان وتوسيع الفرص للمزارعين المحليين، كانت هذه أقوال من الساكنة المحلية حول تأثير وزراعة شجرة الأركان بدوار عزيب النصرانية ودوار أولاد بهرير.

تبدو في المنطقة مساحات شاسعة وكبيرة مازالت فارغة تنتظر توحد جهود الفاعلين المحليين لزراعة مزيد من الأشجار خاصة شجرة الأركان الذي تعتبر مناسبة للمنطقة نظرا لتمتع المنطقة بمناخ جاف ودافئ مع توفر أشعة الشمس الكافية وتربة جيدة التصريف، مما يجعلها مثالية لزراعة هذا النوع من الأشجار،حيث سيمكن ذلك في المساهمة بشكل كبير في تعزيز الاستدامة البيئية وتوفير فرص اقتصادية للساكنة المحلية بالمنطقة وتساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وفي ظل هذه المبادرة التي قامت بها مؤسسة الأطلس الكبير والمدعم من شريكها " اFRÉ Skincare" وكما جاء على لسان الساكنة المحلية بمدينة آسفي، فإن زراعة شجرة الأركان سيكون له تأثير إيجابي في المنطقة من خلال كون هذه الأشجار تعيش في مناطق قاحلة وتساهم في منع التصحر وتحسين جودة التربة نظرا لندرة المياه بهذه المنطقة وملوحتها أحيانا. وغرسها أيضا يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجيات الحفاظ على البيئة ومكافحة تدهور الأراضي والمساهمة في الاقتصاد المحلي كون شجرة الأركان تمثل مصدرًا هامًا للاقتصاد المحلي في المناطق التي تنمو فيها. يمكن لزراعتها أن توفر فرص عمل محلية وزيادة دخل السكان المحليين من خلال استخراج زيت الأركان وتصنيع منتجات متعلقة به، المحافظة على التنوع البيولوجي: شجرة الأركان تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المناطق التي تنمو فيها. إذا ما تم غرسها ورعايتها بعناية، فإنها يمكن أن تكون ملاذًا للحياة البرية وتساهم في المحافظة على النظام البيئي بالمنطقة.

الاستدامة الزراعية: زراعة شجرة الأركان تمكن المزارعين من الاعتماد على مصدر دخل متجدد ومستدام. هذا يقلل من الضغط على موارد طبيعية أخرى قد تكون عرضة للاستنزاف.

التنمية المستدامة: غرس شجرة الأركان يساهم في التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية ويمكن أن يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل القضاء على الفقر وتحسين جودة حياة السكان.

بشكل عام، غرس شجرة الأركان يمثل استثمارًا بيئيًا واقتصاديًا مهمًا يمكن أن يجلب العديد من الفوائد البيئية والمجتمعات المحلية في المناطق التي تنمو فيها هذه الشجرة القيمة.