جميع الأفكار

جولة في مدينة الصويرة: أرض التعايش

Dakira 2 e1682070928395
المدونة
byAmal Mansouri
onApril 22, 2023

بحكم أنه لم يسبق لي زيارة مدينة الصويرة، كنت متحمسا لتواجدي بمدينة الرياح المعروفة بتاريخها الغني وتراثها الثقافي المتنوع. ولجت المدينة القديمة عبر باب مراكش المؤدي إلى مركزها. أثناء المشي في هذا الزقاق، كنت أبحث عن أدلة تحيلني إلى ما يميز هذا المكان. بعقل متفتح ومع كل خطوة خطيتها، بدأت أمعن النظر في العلامات التي تركها السكان الذين كانوا يعيشون هنا سابقا، متصورة أنماط حياتهم في ذلك الوقت. على الرغم من أنني أجريت العديد من الأبحاث قبل زيارتي هذه، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي أردت البحث أن أجوبتها خلال زيارتي إلى المدينة القديمة. وهكذا، كانت رحلتي إلى مدينة الصويرة رحلة استكشاف لأحد أشهر المواقع في بلدنا. نظرا لصغر مساحتها، تمكنت من زيارة عدة مواقع ثقافية خلال تلك الزيارة الأولى. توقفت عند بيت الذاكرة وكنيس صلاة الكاحل، وكنيس بينتو، وحي الملاح، والسقالة، وباب دكالة

أثناء تجولي في المدينة القديمة، صادفت أشخاصا مختلفين، من بينهم السكان المحليين وكذا السياح، يتحدثون لغات مختلفة لم أستطع التعرف على البعض منها، وكان من الظاهر أنهم من أصول وخلفيات ثقافية مختلفة. يبدو و كأن الجميع كانوا يخوضون مسابقة البحث عن الكنز، إلا أنه في هذه الحالة، جميعهم فازوا. اختلفت الجوائز من شخص لآخر، فبالنسبة للبعض، كانت جائزتهم الظفر بصورة لم يسبق لهم التقاطها من قبل، وبالنسبة للآخرين اكتسابهم معلومات جديدة أو الاستماع إلى شهادة أحد السكان المحليين أو تجاذب أطراف الحديث مع المشرف على موقع تاريخي أو دعوة لتجربة الطعام المحلي، وما إلى ذلك. أما جائزتي تمثلت في مشاهدة تلك الديناميات. قدمت إلى المدينة القديمة بحثا عن آثار التعايش والتضامن الذي ميز حياة أجدادنا، لكن لحسن الحظ انتهى بي الأمر بالعثور على دليل حي وهوما كنت أعتقد أنه مجرد ذكرى

يظهر التنوع الذي يميز المدينة القديمة جليا في كل شيء، بدءا من اللغات والمنتجات التجارية، إلى المباني وهندستها المعمارية. وأنا عائدة من بيت الذاكرة، لمحت شابا يملك متجرا صغيرا لبيع عصير البرتقال حيث كتبت كلمة “مرحبا” بلغات مختلفة: العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعبرية. سألته عما إذا كان يتحدث بالفعل اللغات الخمس، فأجاب بأنه لا يتحدث إلا اللغة العربية

وإن كان المشروع صغيرا وقد لا يجذب انتباه الكثير من الناس، إلا أن صاحبه أراد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص وتقديم خدماته لهم. كان بإمكانه أن يكتبها باللغة العربية أو الإنجليزية، اللغة العالمية، ولكن بالنسبة لي، بما أنه اختاراللغات الأكثر شعبية (ربما لأغراض التسويق) هو أمر يعكس الرغبة في التعايش والتضامن. وبهذه الطريقة، بدأت في تجميع معلومات حول ماضي الصويرة-موكادور وحاضرها التعددي. كلما تعمقت في البحث، زاد إعجابي بالمجتمع المحلي للمدينة وانفتاحهم على الثقافات والديانات الأخرى

لافتة “مرحبا” مكتوبة بلغات مختلفة. الصورة: أمل منصوري /مؤسسة الأطلس الكبير

هذا المقال هو جزء من حملة شهر التراث في المغرب (18 أبريل – 18 مايو) التي تحتفي بالتراث الغني للمملكة، في إطار برنامج ذاكرة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الذي تنفذه مؤسسة الأطلس الكبير وشركاؤها. يهدف البرنامج إلى تعزيز التضامن بين الأديان والأعراق من خلال الجهود المجتمعية التي تعمل على الحفاظ على التراث الثقافي في المغرب

تم إنجاز هذا المقال بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعتبر مؤسسة الأطلس الكبير المسؤولة الوحيدة عن محتواه والذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو حكومة الولايات المتحدة