بقلم : عبد العاطي آيت حفيظ
مستشار في مجال ريادة الأعمال

تحرير: حورية شوهب و زينب لعضم
مسؤولان ميدانيان بمشروع من فلاح إلى فلاح

تعد مؤسسة الأطلس الكبير منظمة غير ربحية تلتزم بتعزيز التنمية المستدامة، وتنفيذ مبادرات التنمية البشرية كما تشجع على التمكين الذاتي للمرأة وتنمية الشباب سواءً على المستوى الإقتصادي و/أو السوسيو-اقتصادي بمجموعة من المناطق بالمغرب

يسعى مشروع من فلاح إلى فلاح الذي تحتضنه المؤسسة والممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى جلب 70 خبيراً فلاحيا من الولايات المتحدة الأمريكية للمساعدة في بناء القدرات مع 80 تعاونية في ثلاث جهات بالمملكة المغربية: مراكش-آسفي ، بني ملال-خنيفرة والجهة الشرقية. يعمل هؤلاء المتطوعون على تشارك خبرتهم الفلاحية مع الجهات المضيفة في إطار مهمات زراعية، بما في ذلك مشاتل الأشجار والنباتات ، والري ، وإنشاء التعاونيات ، وسلامة الأغذية ، وتسويق المنتجات. تلتزم مؤسسة الأطلس الكبير بجميع مراحل السلسلة الزراعية لدى الجهات المضيفة و تعمل بجد مع شركاء مغاربة ودوليين في جميع هذه المجالات

كما تشمل المهام التي يقوم بها فريق من فلاح إلى فلاح و الخبراء المحليين والأمريكيين تصميم وتوسيع المشاتل، وتقييم البنية التحتية للري والمياه ، وتقنيات الزراعة والغابات ونقل المهارات، وإصدار الشهادات العضوية، وتطوير خطط الأعمال المتعلقة بالخروب والتين والرمان والمعالجة، ومراقبة نمو الأشجار ، وزراعة النباتات الطبية والعطرية

إن ما تقدمه مؤسسة الأطلس الكبير هو لبنة أساسية لتقوية بنية المقاولات الإجتماعية، فعلى سبيل المثال لا الحصر استفادت تعاونية نسوة ركراكة بإقليم الحوز وتعاونية تامونت نتوريت بإقليم شيشاوة وغيرها من التعاونيات من المساعدات والورشات التقنية ضمن مشروع من فلاح إلى فلاح، فهي بالأساس تعاونيات نسوية في مجال قروي يفتقر لفرص التكوين والمواكبة

المتطوع عبد العاطي آيت حفيظ خلال تقديمه لورشة تكوينية لفائدة أعضاء تعاونية تامونت نتوريت

لقد مكنتني المقاربة التي اشتغلت بها مع فريق مشروع من فلاح إلى فلاح من معرفة احتياجات أعضاء و منخرطي التعاونيات من تكوين وتدريب حسب نوع نشاط التعاونية، المستوى التعليمي، ثقافة وتقاليد المستفيدين وغيرها من المتغيرات التي لابد أن نقف عندها حتى نتمكن من صناعة محتوى يتماشى مع متطلبات المستفيدين، ويجيب بشكل فعال وناجح على جميع التساؤلات والاستفسارات. و لتنزيل وتفعيل هذا المحتوى مع المستفيدين، لابد من مشاركة مختلف الطرق التعليمية والتدريبية قصد العمل على تطوير وتنمية المشروع

ان كل ما يسعني هو أن أعبر بفخر عن تجربتي التي تميزت بروح من التعاون مع فريق مؤسسة الأطلس الكبير، وكذلك فريق مشروع من فلاح إلى فلاح الذي رافقني في جميع المحطات التي أشرفت عليها، لقد كان فريقا مهنيا و محترفا بكل ما تحمله المقاييس، كل من السيدة حورية، السيد منتصر والسيد حسن وباقي أعضاء فريق العمل

اتقدم بخالص الشكر لمؤسسة الأطلس الكبير على العمل الدؤوب، و المجهودات العظيمة التي تقدمها، كذلك على الحرص التام على تقديم وتقريب خدمات التكوين للنساء القرويات على وجه الخصوص. وفي الأخير أود أن أوصي بإعداد كتيب أو دليل-المتعاونين لرسملة المجهودات المبذولة ووضعه رهن إشارة الزوار والمستفيدين الجدد كإرث فكري لمؤسسة الأطلس الكبير