Toutes les idées

ورشة التمكين الذاتي للنساء بإقليم أزيلال

Sana
Blog
byHigh Atlas Foundation
onAugust 10, 2022

استفادت حوالي 49 امرأة من دواري أيت محمد وزاوية الشيخ بإقليم أزيلال من ورشات التمكين الذاتي للنساء بدعم من فريق مؤسسة الأطلس الكبير، ، يتجسد دور هذه الورشات في منح دفعة للنساء القرويات من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم ومنحهم الدعم اللازم لتحقيق أهدافهم وتقوية دورهم في المجتمع

تدوم كل ورشة أربعة أيام لكل ورشة تناقش خلالها سبع محاور أساسية في حياة كل امرأة وتتمثل في : المشاعروالعلاقات والجسدوالمال والعلاقات الجنسية والروحانيات والعمل

يتم في البداية مناقشة منهجية تسيير الورشة، حيث يتم الاتفاق على احترام وقت الحضور وتحديد وتحديد الأدوار بين مسير الورشة و الحاضرات لها مع التعريف بالمؤسسة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة

في اليوم الأول يسيطر على المشاركات ـ في غالب الأحيان ـ م الخجل ولا يبدين تجاوبا كافيا، لكن مع الحديث المعمق وتبادل الخبرات يظهر على المشاركات نوع من الارتياح وطرح وجهات نظرهم وتبادل تجاربهم مع بعضهم البعض، ونلاحظ أن منسوب الثقة يزدا والخجل يتبدد ويتلاشى مع كل كلمة تلقى

خلال مناقشة معنى التمكين الذاتي مع النساء يتبين أنهن يحملن مفاهيم صادقة، فمن خلال اجاباتهم كانه يعني تصحيح بعض المغالطات او انه يعني لهن الاستقرار الذاتي، تعميم السكينة والهدوء والتقليل من القلق، وكلها تدل على وعيهن المعقول تجاه هذه الورشات، لكنهن يبدين دائما رغبتهن في المزيد من التكوينات و طموحهن في الدراسة ومحاربة الأمية

تتحرر السيدات أكثر عند في محور المشاعر ويبدأن في الاعراب والافصاح عن مشاعرهن بكل ثقة وعفوية، يتكلمن عن معاناتهن في عدم الافصاح عن مشاعر الحب مثلا تجاه أبنائهن وأزواجهن، إذ يلعب الخجل دورا كبيرا هنا

وخلال محور العلاقات تتدخل السيدة عائشة وتقول ” العلاقات مهمة واساسية في حياة كل شخص واعطت مثال بمرض ابنتها المتجسد في ضعف نظرها وانه بمساعدة وتدخل بعض من معارفها و جمعيات استطاعت ايجاد طبيب في مدينة اخرى “الرباط” حيث اضطرت للسفر لاول مرة لتخرج من القرية الى عالم اخر تشاهده لاول مرة لكن بفضل علاقاتها الطيبة مع الاخرين استطاعت معالجة ابنتها ، حيث شبهت سفرها لاول مرة كخروجها من قعر بئر مظلم الى العالم الخارجي وبفضل العلاقات استطاعت الشعور بالامان وانها تعلمت اهمية وجود العلاقات الانسانية في حياتنا “

ولبناء علاقات جيدة يتدخل عامل اللغة في الموضوع ولكي يسهل التواصل بيننا وبين المشاركات حيث انهم من خلفية امازيغية كان لا بد من تدخل نورة ومليكة الشابتان اللتان ساعدتا كثيرا في ايصال الافكار وشرح بعض الكلمات التي كانت تبدو معقدة لكلا الطرفين ، لم يستطع عامل اللغة الوقوف بطريق هدفنا السامي بل بالعكس تماما اصبح خيارا من اجل تعليم بعضنا البعض حيث اتفقنا على ان نتعلم قدرا معينا من الكلمات الامازيغية خلال كل يوم وبالفعل أجدى الامر نفعا وكان له تاثير ايجابي

ولا نغفل عن الاهمية الكبيرة التي نستخلصها من خلال الاستماع لكل تجربة من تجارب هؤلاء النساء فمع كل حكاية هناك عبرة و نصيحة لابد من الاخذ بها

وخلال مناقشة محور الجسد وعلى لسان لالة دوها ” تقول انها بهذه الورشات تركت كل الهموم وراء ظهرها واستطاعت ان تتعلم الاهتمام بجسدها لاول مرة “

وعلى لسان نورا ” فهمت انني المتحكمة في حياتي من خلال القدرة على توجيه افكاري “

وعلى لسان رقية ” لقد ارتحت كثيرا وانا الان احس باحاسيس جميلة وخصوصا من خلال الاستماع الى الموسيقى الهادئة اول الحصة “

وعلى لسان مليكة ” تعلمت ان اهتم بنفسي اولا ثم اهتم بالاخرين وان اخصص وقت راحة لنفسي في كل يوم “

بعد اربعة ايام من المودة و تبادل الخبرات والافصاح عن الهموم لم تستطع المشاركات انهاء الورشة ولم تتماسك الدموع . رحلة كاملة تهم مختلف نواحي الحياة من خلالها ترعرعت الثقة والمسؤولية و تشجعت النساء لعمل شيء من اجل انفسهن فقررن العمل في اي شيء يجدنه الحياكة او الطبخ

تعلمن ان يعملن مع بعضهن وان يتشاركن القيم وينهضن من اجل تحقيق مستقبل واعد