Toutes les idées

مشروع تمكين وتكوين الحلفاء والمسؤولين عن البيئة بإقليم الحوز

Whats App Image 2021 12 13 at 16 42 11
Blog
byفاطمة المريني
onOctober 18, 2021

بقلم فاطمة المريني

تمكنت مؤسسة الاطلس الكبير الرائدة الغنية عن التعريف تحت إدارة وتسيير الدكتور يوسف بن مير من ابرام شراكة مهمة ومتينة مع خدمة الغابات الأمريكية ، بغية بناء مجتمع من مسؤولي المشاريع والفاعلين المؤثرين ، من خلال إنشاء برنامج غني بالموارد البشرية المتمكنة ذات خبرة عالية في المجال ومختصين محترفين يجعلون من البرنامج ذو تلقين سهل وقيم ، حيث يتم تبادل المعلومات بين مختلف الأطراف المسيرة الملمة بالمجال على أرض الواقعوهذا يتجلى في برنامج الاسبوع الكامل الشامل. الذي امتد من 11إلى غاية 15 من شهر أكتوبر لجمع انواع المعلومات بمختلف تجلياتها ، حيث يظهر الأطر المسيرين للتكوين برفقة أعضاء قادمين من الولايات المتحدة الأمريكية لمواكبة البرنامج وكذا التعرف على الأطراف المشاركة فيه من مختلف المناطق

وهذا ما يتجلى خلال اليوم الأول للتكوين إذ يظهر جليا رغبة المشاركين ة في إنماء وتطوير مهاراتهم القيادية والتسييرية وتقوية معلوماتهم الفلاحية بصفة عامة وتبادل خبرات الغرس في المشاتل والتعرف على مختلف التحديات المعيقة للمشروع بصفة خاصة. وهذا ما يظهر لنا من خلال الزيارة الميدانية الميدانية التي قام بها فريق المؤسسة بتسيير السيد سعيد بنانيومنسقة المشاريع حجيبة بومسمار والسيد محمد الجهازي المسؤول المالي رفقة متطوعي السيدان جوليان وتيمون حيث اظهرا رغبتهما الواسعة واعجابهما الشديد بأهداف المؤسسة وحماس الفريق لخوض تجربة اسبوع كامل في التعلم واكتساب مهارات وخبرات جديدة في كل ما يخص بناء قدرات الشباب والفلاحة بشكل عام. تلخصت الجولة في زيارة ثلاث مشاتل بمختلف المناطق إذ تركز الفريق الساهر على التكوين إلى جانب المشاركين وكذا الفريق الممثل لإدارة الغابات بالولايات المتحدة الأمريكية .اول محطة كانت دوار اقريش بجماعة تمصلوحت إقليم الحوز ، حيث تعرفنا على السيد عبد الرحيم بداح المسير للمشتل الذي تأسس سنة 2012 بشراكة مع الطائفة اليهودية المغربية من أجل الاستثمار بالمساحة المهمة ، هذه المنطقة الواسعة السياحية التي تزخر بقدراتها وتقاليدها العريقة. إذ نجد ضريح ولي صالح عمره يناهز 700 سنة وتجد الزوار المحليين والأجانب يتوافدون عليه من كل جهة لتأدية الشعائر الدينية الخاصة بهم علاوة على أن الوافدين يقومون بزيارة المشتل قبل وضع حقائبهم في الفندق ، فكأنما يلتمسون البركة ويأخذون الطاقة الإيجابية من هذا المكان إذ صح القول. بعد الأخذ والرد لم يبخل علينا السيد عبد الرحيم بمشاركة خبراته وتجاربه في الميدان مما يعرفه عن المشاتل، وفي كل خطوة نخطوها في المشتل نزيد حبا للشتائل ونتعلق بالمكان فتشعر أن لشتائل الرمان قصة و لشتائل الخروب قصة أخرى يشبه السيد عبد الرحيم شتائله بالأطفال الصغار حيث يعتني بهم سنة كاملة ، فهذه بذور الخروب توضع في البيوت البلاستيكية التي تحول بعدها إلى بيوت أقل تد بغي التأقلم مع الجو الطبيعي هذه الشتائل تبقى على تواصل مع الطبيعة الشمس والهواء والأرض أربعة أشهر قبل توزيعها على الفلاحين ، كما نخص بالذكر قصاصات الرمان والتين وروعتها التي تتجلى في أنها أشجار لا تقبل الاستنبات الا في الأرض مباشرة مما يزيد المشتل جمالا وهيبة . ما أثار انتباهي هو أن المؤسسة وشغف عبد الرحيم وحبه للمشتل جعلهم يعملون في كل جزء فيه ، فنجد بيتا بلاستيكيا على اليمين وآخر على اليسار قرب الصهريج هذا المنظر يدل على الحب الكبير للمشتل او دعنا نقول الشغف الذي ما لبث الا ان يضع هذا المشتل النموذجي الذي اصبح مزود بالطاقة الشمسية بدعم

فاصبح تزويد الشتائل بالماء يعتمد على مصدر طبيعي عوض استهلاك الكهرباء ، وهذا صهريج يبث الفرحة الى عبد الرحيم في نفسه اذ يساعده على توفير الماء الكافي للشتائل عوض السقي المباشر بماء البئر الذي يؤثر سلبا على الاشجار

مشتل اقريش مشروع متكامل مستدام للساكنة مفخرة لاقليم الحوز حيث ان شتائل هذا المشتل وزعت في مشارق ومغارب 200000بلادنا وهذه هي قصة شتلة في سنة تخرج من مشتل اقريش .نغادر المشتل توجها الى اكبر مشتل لمؤسسة الاطلس الكبير بدوار تدمامت جماعة اسني. اقليم الحوز . 2011واللذي تم تأسيسه سنة بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات لمحاربة التصحر ، التقينا بسي عمراوتزكي المسؤول عن المشتل وابنه البكر سي عبد اللطيف هذا المشتل قادر على 2انتاج كميات ضخمة من الشتائل تتمثل في شجرة 200000 سنويا من بينها اشجار الجوز واللوز والكرز، اعتمد السيد عمر وابنه على تخصيب التربة باستعمال الحبوب التي تساعد على تثبيت الازوت في الارض مما يساهم بشكل كبير في تخصيب التربة من اجل انتاجية اكبر ، تلقينا ترحيبا بسيطا في مظهره لكن يتخلله نوع من الطاقة الايجابية تصل مباشرة لأرواحنا واذهاننا، تحس بطمأنينة وراحة واهتمام الام بطفلها العائد للمنزل بعد يوم شاق . هذا ما شعرنا به جميعا اثناء امساكنا لكؤوس الشاي الساخن المنسم بأعشاب يستحيل زوال مذاقها ، مرفقا بفاكهة اللوز والجوز هذه الثمار التي حضرت تحت عناية وسهر دائمين ، الان نحس بفخر اثناء تناولها وكأنك تحصد ثمار مجهود سنوات من العمل الكثيف والعميق
فحينما تمد بصرك يتجلى بوضوح نتائج هذا العمل الدؤوب من تنظيم وجودة عاليين
اتجهنا بعدها مباشرة نحو جماعة ستي فاظمة اقليم الحوز حيث استقبلنا السيد عبد الجليل ايت علي المنسق للمشروع استقبالا حارا وماذا سيكون اجمل من اطباق الكسكس التقليدي المنسم بالأعشاب العطرية والمحضر بيد نساء تعاونية الجمعان للمنطقة والتي تعتبر ثمرة ورشة التمكين الذاتي لمؤسسة الاطلس الكبير ، والان نقطفها بكل استمتاع وفخر كبيرين الان نرجع بعد تشجيع وتكوين هؤلاء النساء ونرى نتائج هذا 2019العمل الدؤوب منذ ،
استمتعنا بكل ملعقة كسكس وها انا الان استحضر رائحته الزكية التي لا تفارق محياي بعدها تحدثت رئيسة التعاونية عن رغبتها الكبيرة في تكوينات اخرى كالتسيير والتسويق للمنتوج ، وابداء رغبتها نيابة عن نساء التعاونية في زيادة انشطة التعاونية الى تربية النحل وانتاج الاعشاب العطرية وكذا نسج السجادات او مايسمى بالزربية ، عمل يدوي مائة بالمائة
وتشجيعا لهن قامت المؤسسة المتمثلة في شخص رئيسها الدكتور بن مير بشراء بعض منتجاتهن ولا ننسى ايضا تلك الزربية المزركشة بألوانها المتناسقة التي ابهرت كل من في المكان
لا ننسى دور السيد عبد الجليل الذي كان على تواصل دائم مع نساء وفلاحي المنطقة وكذا مواكبتهم وهذا ما ظهر لنا من خلال نجاحهم المستمر حيث يتم انتاج 30000شجرة عن عمر يناهز ثلاث سنوات ونصف، من زيتون وخروب وهنا يبرز دور المؤسسة حيث مدت الفلاحين بمختلف الامدادات من 5بينها انبوب يبلغ طوله km المعمول ايضا من طرف المؤسسة ولازالت هذه الاخيرة تعمل على مشروع الطاقة الشمسية .من اجل ازدهار المشروع وهذا ماتم رصده بعد الاستماع الى احتياجاتهم ، كم هائل من المعلومات في وقت وجيز هذا مايسمى بالعصف الذهني، ولا زالت الخبرات والمهارات تتدفق وشبابنا منطلق متحمس كله ترددات ايجابية . وفي الختام شكلنا دائرة حيث يرى كل منا الاخر وعبرنا عن مدى امتنانا وفخرنا بما قدمته المؤسسة حتى الان ولا زالت تحت شعار ان امنت بنفسك ستحقق المعجزات

في اليوم الثاني من التكوين

التنمية الشخصية والمقاربة التشاركية

الممتد لسبعة ايام قرر لليوم المكوث في المكتب بعدما تعرفنا على المشاتل واخذنا المعلومات من ارض الواقع برنامج اليوم سيكون نظري تطبيقي بحيث وصل فريق العمل وتمركز كل في موضعه ، تحدث رئيس المؤسسة الدكتور يوسف بن مير معنا اذ يحاول دوما التحدث باللغة العربية كي يتمكن الكل من استيعاب وتلقي المعلومة ، تحدث عميقا تحس كلماته رقيقة منبعها القلب والروح وهذا ما جعلنا جميعا نستمع بكل ما لدينا من حواس ، حتى نتشارك معه تجاربه مع اناس القرى ، تطبع في ذهني شيء قاله بخصوص اول مرة أتى فيها الى المغرب اذ اقام في قرية ما وعند مروره امتد بصره ليرى طفلا يحمل على كتفيه حقيبتا مثقلة بالكتب وفي المقابل يرى في الجهة الاخرى طفلة تحمل مكنسة تكنس الارض حتى يمر الطفل ، كلمات سي يوسف دخلت قلبي مباشرة اذ احسست بوخزة ورغبة كثيفة في البكاء ، اجتاحتني مجموعة عواطف يستحيل وصفها ، فعندما ترى هذا الموقف تتجمد مكانك هناك اطفال يدرسون بينما فتيا ت في نفس السن يعملن ويطبخن في حين ان مكانهن الدراسة و اللعب والاستمتاع بطفولتهن ، حتى واني لم اكن حاضرة هناك في تلك اللحظة لكن صدق الكلمات التي وصلت مباشرة لأرواحنا انا واثقة ان كل الحاضرين امسكوا انفسهم عن ذرف الدموع بصعوبة ، وغير انه هناك مدارس تجد انها لا تتوفر على ابسط الحقوق كمثال غياب المراحيض ، فتجد معظم الاطفال يضطرون لكبح انفسهم فترات طوال ولساعات دون قضاء حاجتهم ، هذا ما يتسبب لهم في العديد من الامراض الحقيقية ، وايضا ان اقنعوا اساتذتهم بالخروج تجدهم يتسللون بين قسمين او لنقل جدارين فالمدرسة لا تحتوي حتى على جدار يحيط بالثلاث بيوت وليست اقسام لضيقها وغياب المستلزمات، لنرجعة الان للاطفال اللذين يخرجون مسرعين كي يحسو انهم انسان طبيعي فقط كي يقضو حاجتهم اذ تجدهم يجلسون بسرعة حتى لا يرى احد المارة اجسادهم العارية أتعلمون لا استطيع ان اتخيل احساسهم في تلك اللحظة وهم محرجون و متوترون بريؤون وفي الغالب يمكن ان يتعرضوا للتحرش او الاعتداء في وسط هذه الظروف المحزنة المؤلمة ،كل هذه الاحاسيس دفعتني الى ان اقوم ببحث كامل واتواصل مع اصحاب القرى شخصيا والتقط معلومات اكثر عن وضعهم واحتياجاتهم واكيد اننا سنقوم بكل جهودنا المتظافرة حتى نتمكن من مساعدتهم، ارغب في الاستماع اليهم والشعور بهم على الاقل هذا سيجعلهم يرتاحون فهناك احد ما يستطيع مشاركتهم احاسيسهم على الاقل
وفي التالي حدثنا السيد بن مير عن مفهوم المقاربة التشاركية ما معنى المقاربة التشاركية ؟كيف تساهم في انماء المجتمع؟ وكيف يمكنك عمل مقاربة تشاركية؟ في البداية بدأ كل منا يجيب حسب معرفته وبعدها تفضل سي بن مير بشرحها بطريقة سلسة ومبسطة جعلتنا نستطيع تطبيقها والعمل عليها على شكل مجموعات والغرض من ذلك هو كيف ترى كل مجموعة ما الموضوع والعمل على النقط المتشاركة بين المجموعات و إضافة الفوارق .وقبل العمل على هذه الورشات استضفنا بكؤوس الشاي وبعض الحلويات ، بعدها مباشرة تشكلنا الى ثلاث مجموعات كان غرض السيد بن مير رؤية رأي النساء والرجال في الموضوع وقد صدق بالفعل فقد كانت هناك إضافات واختلافات واضحة ، لنأتي الان لمفهوم المقاربة التشاركية هذه الاخيرة تعتبر احدى اليات ومناهج العمل المرتبطة بتدبير الشأن العام المحلي والوطني على انها مسلسل تواصلي يمكن من تحديد حاجيات واهداف والتزامات الأفراد الاطراف المعنية ، اذ ينبغي ان تتركز اساسا على عنصر الحوار وضوح القرارات ودقتها ، الالتزام الذي يتركز اساسا على التواصل والحوار وغيرها . ثم بعد ذلك كانت فترة الغذاء اذ ذهب الفريق مجتمعا كل منا تناول ما اشتهى وانتعش وجدد طاقته ومنا من اخذ معه كؤوس القهوة ليظل حاضرا وكنت السباقة لهذا الامر .بعدها حضرت السيدة امينة اللتي تسهر دائما على تواصل مستمر بينها وبين التعاونيات والجمعيات اذ تركز على خلق انشطة جديدة عن غير المعتاد تعود بالنفع على الافراد .احطنا بمفهوم التعاونية والجمعية و اهدافهما صيغهما القانونية و مراحل التأسيس ومجموعة امور اغلب المتواجدين كانوا ملمين بالموضوع وعلى دراية به فمررنا بعدها مع السيد سعيد البناني الذي اطرنا في موضوع تقويم ومراقبة الاشجار ماهي العدة اللازمة قبل البدئ بالعملية ومن بينها كانت بعض الاجابات كوضع برنامج قبل الخروج للمراقبة اخبار السلطات المعنية وكذا التنسيق مع المسؤول في المنطقة إضافة الى الماء وان يكون اللباس مناسبا مرنا وحذاء قويا لنظر صعوبة التضاريس بجل المناطق ، ثم بعدها تطرقنا لبعض التحديات وكيفية التعامل معها حيث مثلنا عدة ادوار كدور المراقب والمسؤول وكذا الفلاح اذ تدخل سي سعيد بناني والسيدة حجيبة بومسمار من اجل ايقاعنا في بعض الثغرات التي يجب ان نتعامل معها بمرونة خاصة مع الفلاحين ،واخيرا تم توزيع بعض الهواتف على مسؤولي المراقبة على الاشجار بهدف تسهيل اليات التواصل و العمل حيث تمرنا و تعلمنا كيفية العمل على برنامج يمكننا من تتبع مراقبة الاشجار بحكمة ودقة عاليين ، وفي الختام كما يقوم السيد بن مير دائما بتقييم التكوين ومعرفة اراء و شعور المتكونيين وكانت بالإيجاب وجد غنية

في اليوم الثالث

الرصد والتقييم للأشجار المغروسة

قرر في البرنامج الخروج الى ارض الواقع وتطبيق كل ما تم اكتسابه في الورشات السابقة ، هذا ما اعجبني شخصيا هو انه يتم تطبيق وممارسة المعارف على ارض الواقع وكما نعلم جميعا فاخذ المعلومة جاهزة ليس كالعمل والبحث عليها ايجاد صعوبات وتجاوزها هنا يكمن الفرق ، ففي الحالة الاولى يمكن نسيانها لكن عندما تضع مجهودا وتقوم بعمل الشيء بنفسك لن تستطيع نسيانه حتى وان اردت ذلك ، اتجهنا الى دوار تازكلة اقليم الحوز، بعد وصولنا مباشرة راينا طريقا يمتد اعلى الجبل تحمسنا لعبوره والوصول بسرعة للدوار للتحدث مع اهل القرية و تطبيق ما اكتسبناه ، كانت الطريق وعرة لكنني اتحدى نفسي اعشق المغامرات استمتعت جدا كما لم استمتع من قبل ، احسست انني على قيد الحياة ، وانا اجاهد نفسي في عدم الخوف من المرتفعات خصوصا انها اول مرة لي لكن حبي لعملي حبي لما اقوم به تغلب على اية فكرة سلبية تكاد تراودني تطرد قبل ان تأتي حتى ، اذن حين وصولنا التقطنا الصور اثارتني رؤية اناس يمتطون البغل لقضاء اغراضهم البعيدة ، واول ما ذهبت اليه فور وصولي كان الاطفال الصغار وبعضهم يرتدي محفظته عائدا للتو من المدرسة عيونهم تبرق وتلمع من شدة فرحهم ، احببت براءتهم نظراتهم تجاوزت صدري لتصل الى روحي بدأت بالابتسام تلقائيا والأخذ والرد معهم ، تبادلنا اطراف الحديث وبالرغم من انني لا استطيع فهم او التحدث باللغة الامازيغية لكن تم التواصل بنجاح فمرات نعبر بحركات وتصل الفكرة ومرات استعين بشخص ما من القرية نفسها يترجم لي ولهم ، بعدها توجه الفريق الى بيت احد الفلاحين تم الترحيب بنا بكرم وسخاء والاهم تلك الابتسامات التي لن تفارق ذاكرتي مهما طال الزمن خصوصا انها تجربتي الاولى ستظل محفورة وراسخة في ذهني ، بعدها حاولت التواصل مع اهل القرية ومعرفة احتياجاتهم كان جل واهم ما يتحدثون عنه رغبتهم الشديدة في حفر بئر كي يقترب منهم الماء ، لنقول يرغبون في الحياة فما الماء الا حياة ، ، تمكنت من جمع بعض المعلومات عن طول امتداد البئر والذي يصل ل20متر وكذا ثمنه اذ كان 2,5 مليون وايضا عدد المنازل بالقرية وكان 48 منزل وكذا مسافة ابتعاد الساقية او منبع الماء لهم وكانت 11 كلم ثم سالت عن اسم الدوار المجاور وكان اسمه احضران سالت عن المدرسة وهل تتوفر على مراحيض أجابوا بالإيجاب وعن تمدرس الفتيات والشكر لله كان ردا بالإيجاب ، ، حاولت الاستماع لهم والاحساس بمعاناتهم لكن حتى تلك الظروف لا اجد انها تمنعهم من كونهم ارقى الناس في التعامل والاحترام وفي كرمهم ايضا ، بعدها تشكلنا لمجموعات وخرجنا للميدان كل مجموعة اتجهت الى اراضي الفلاحين التي تم غرس شجر الخروب فيها حيث اعتمدنا نحن في مجموعتنا المكونة من سبعة اشخاص منهم من هو متمرس في الميدان ومنهم المبتدئ وكان هذا هو الغرض من التقسيم حيث تبادل الخبرات والتجارب ، ، كان عدد الفلاحين لمجموعتنا هو 46 فلاح و 500شجرة خروب، كانت التضاريس وعرة لكن روح التحدي اقوى ، سارعت الى العمل جنبا الى جنب مع الفريق بكل جد واجتهاد كل منا اتقن عمله استخدمنا البرنامج جيدا ملانا المعلومات ،فسر لنا السيد بد الاله والسيد سعيد بناني الكثير من المصطلحات التي كانت مبهمة آنذاك اما الان فكل شيء واضح بعدها التقينا بالمجموعات الاخرى تبادلنا المعارف اتجهنا الى منزل الفلاح تناولنا وجبة الغذاء ثم بعدها عدنا وفي طريق العودة كانت السيدة حجيبة بومسمار دائما ونحن اما ذاهبون او عائدون ي الحافلة تظل تتبادل معنا المعارف و تستفسر عن كل لبس تتقرب منا وتتفهم مشاعرنا وتحاول قدر المستطاع حل التحديات التي تواجهنا وهذا ما اتضح بعد ظهور علامات الارهاق والتعب على ملامحها الا انها ابت الا ان تلقننا وتطور من انفسنا بتبادل خبراتها بحكم معرفتها الواسعة ولها جزيل الشكر المتواصل ، واخيرا قمنا بورشة داخل الحافلة لتنمية قدراتنا و كل منا وضع هدف نصب عينيه وقرر انجازه

اليوم الرابع

مشتل اقريش

هذا اليوم كان مميزا جدا بحيث التحق بأعضاء الفريق افراد اخرون مما جعل العدد يفوق وايضا الكم الهائل من المعلومات ، استعددنا صباح هذا اليوم للخروج للميدان مع رغبة عارمة تجتاحنا للحصول على اكبر عدد ممكن من المعلومات، انطلقنا مع 8,30 دقيقة نحو دوار اقريش مرة اخرى وكلنا طاقة للرجوع لذلك المكان الرائع الذي لم ولن ننسى تأثيره علينا، في طريقنا نحو الدوار خلال رحلتنا منحني تيمون كتابا ضعت في صفحاته كنت اهيم في طياته ولازلت، لم اعر انتباها لطول المسافة بقدر ما اعرت اهتماما لعمق الكلمات هذا الكتاب الذي جعلني طول الطريق منغمسة في افكاري انه يحكي عن كيف يعيش الاناس في هذه الحياة دون وعي تام بمرور الوقت ، دون هدف فقط انهم يعيشون من اجل ان يعيشون ولا شيء اخر غير ذلك، هذا الكتاب جعلني اعيد التفكير مرتين قبل ان اعيش ، واقصد هنا ان اعيش كل لحظة بلحظة ولماذا سأعيش تلك اللحظة بتلك الطريقة ، وكيف ستأثر لحظتي على الاخرين كيف يمكن ان تكون واكون مفيدة لهم ، كيف يمكنني ان اترك بصمة بعد مغادرتي ، كيف استطيع تأدية عملي وفعل الخير ، وجدت الاجابة عن كل هذه التساؤلات انا بالفعل اقوم بذلك من خلال عملي ، استطيع القيام به وفعل الخير في ان واحد لأنه ببساطة عملنا الذي نقوم به هو الخير بحد ذاته، فحينما تتحدى نفسك ، تخرج من منطقة راحتك تجاهد نفسك فقط كي تقدم الخير لمن هم حولك فهذا شيء اصبح من الصعب القيام به في وقتنا الراهن لكننا نقوم به والاهم نقوم به بكل استمتاع ، عند وصولنا استقبلنا السيد عبد الرحيم استقبالا حارا قام بتعريف المشتل الذي يديره وانواع الاشجار التي تتمثل في شتائل الرمان والخروب وكذا التين ،قمنا بتشكيل دائرة ، كل منا قدم نفسه وما يقوم به من دور في المؤسسة وما يسعى اليه ، كان هناك اشخاص جدد لم يسبق التعرف عليهم لكن كانت هذه فرصة عظيمة لذلك، بعدها مباشرة اتجهنا الى وجبة الافطار التي كانت غنية بتبادل اطراف الحديث والتعرف على بعضنا البعض اثناء تناول وجبة الفطور. ثم اتجهتا الى قاعة شاسعة اذ قام السيد ياسين بتقديم معلومات شتى لخبرته الواسعة في المشاتل والنباتات، حيث عرفنا على اول خطوة قبل وضع البيوت البلاستيكية في المشتل يجب مراعاة الجو في المنطقة و مكان شروق وغروب الشمس وكذا كيفية السقي اذ اخبرنا ان السقي بالأنبوب افضل من ما يسمى بالرشاشة ،قام كل مسؤول عن مشتل وكل مسير لتعاونية بتشارك خبراته مع كل الحاضرين وطرح التحديات التي واجهته وكيف تعامل معها ليستفيد كل منا كي لا يقع

في نفس الخطأ، فكما يقال ليس العيب في ان تقع لكن العيب ان تقع مرتين في نفس الخطأ وان لا نتعلم منه
بعدها اتجهنا مباشرة لدوار تاسا ويرغان حيث تتواجد تعاونية تخرخورتالمسيرة من قبل النساء مائة بالمائة بعد رحلتنا الطويلة نوعا ما تبادلنا اطراف الحديث ولا ينفك احد منا من تبادل مهاراته وطرح الاسئلة والكل يشارك ويناقش بحيث ترغب في اطالة الطريق عنوة لحصاد اكبر قدر من المعلومات من اشخاص سباقين ومتمرسين في الميدان، ومن جهة اخرى متحمسين لرؤية المشتل واهل المنطقة ،بعد وصولنا مباشرة انبهرنا بالمكان المريح الهادئ وسط جبال تشع خضرة وبهاء تمنيت لو اقضي المزيد من الوقت هناك لكن هناك الكثير لفعله دون ادنى شك سأعاود المجيء وهذه المرة سأظل فترة اطول بإذن الله ،استضفنا استضافة كريمة من طرف نساء التعاونية ، تناولنا وجبة الغذاء و نزلنا بضع خطوات للمشتل ،اول ما تبادر لذهني عند رؤيتي للمكان ان هؤلاء النساء يستحقن كل تقدير على مجهودهم الجبار بحيث يقاومن ما تربين عليه من عادات مقيدة للمرأة ، بل وتجاوزن وتحدين واقعهن وخلقن واقعا اجمل ،هؤلاء النساء يقومون بعمل رائع اذ يديرون مشتلا رائعا يحتوي على شتلات تمتلئ حيوية وكلها خضرة وازدهار فهذه شتلات الرمان على اليمين وتلك شتلات الجوز و الاخرى شتلات الزيتون وكذا شتلات الرمان والتين ايضا ، شرح لنا السيد ياسين بعض من الامراض التي تصيب الشتلات ومن بينهم هجوم العناكب على الشتلات وكذا الدود الذي يأكل اوراق الشتلة ويقضي عليها وايضا عين الطاووس والعديد منها حيث راينا هذه الامراض التي اصابت الشتلات وتعرفنا على صفاتها واسبابها فمثلا ازدياد درجة الحرارة قد يسبب مرضا او اجتماعها مع الرطوبة كذلك ، الجو قد يؤثر ، هبوب الريح وكذا عدم انتظام السقي وغيرها … اخبرنا السيد ياسين كم من المهم المباعدة بين فترات رش الادوية ومراعات استعمال كميات الادوية كي لا تحترق الشتلة … وكذا تطرق سي ياسين وبعض الشباب انطلاقا من تجاربهم الى انه وجب استعمال بعض الاحتياطات لتفادي الامراض كرش الصابون البلدي على الشتلات او نبتة الحريكة مع الكلور وغيرها .. اسرعت بأخذ ارقام هواتف بعض الاخوة للتواصل واخذ العبرة من تجاربهم في حالة وجود خطأ ما . بعدها رجعنا الى مدينة مراكش واثناء رجوعنا لا تنفك السيدة حجيبة من نصحنا واستغلال كل وقت حتى ونحن في الحافلة يجب ان لا نضيع اية ثانية دون اكتساب معلومة جديدة، حيث بدأت بطرح بعض الاسئلة عن كل ما تعلمناه خلال جولتنا وبالفعل تمكن الاخوة من الاجابة بشكل صحيح وهذا ماجعلنا جميعا نثق في ان هذا التكوين له اثر جد مهم في حياتنا العملية ويلعب دورا كبيرا في تطويرها ، وختاما كان هذا اليوم الاخير الذي سنقوم فيه بجولة على ارض الواقع مباشرة مع المشاتل خلال هذا التكوين لكن ليس اخيرا لأننا سنزوره كثيرا بعدها، كان من المحزن مرور الايام وانقضاء الساعات واقتراب موعد مغادرتنا كل لعمله ، لكن من جهة اخرى جد سعداء بتجربتنا الرائعة

تصفح صور البرنامج على موقع
Flikr