Toutes les idées

عبر الشقوق لتبث الضوء فينا من جديد (HAF)تنبثق مؤسسة الأطلس الكبير

FATIMA4
Blog
byفاطمة المريني
onJuly 8, 2022

تهدف مؤسسة الأطلس الكبير في إطار الاجراءات المتخذة لتعزيز التنمية المستدامة وبشراكة مع مصلحة خدمة الغابات والمياه الأمريكية إلى تبني برنامج فيلق حماية الشباب ، للقيام بدور المحفز للتنمية على مستوى القاعدة الشعبية، في المجتمعات المحلية الضعيفة في جميع أنحاء المغرب، عن طريق تيسير برامج التنمية القائمة على المشاركة، على أساس وأساليب وتقنيات مضمونة النجاح

تسعى المؤسسة وشراكائها إلى تنمية الشباب، التعليم، الصحة والزراعة العضوية، فمن المؤكد أن زراعة الأشجار تعتبر بمثابة حلقة الأمان لكوكب الأرض، نظرا للدور الذي تلعبه في مقاومة التصحر والقحط، إذ تضمن توازنه البيئي كما أنها تحافظ على دورة المياه في الطبيعة من خلال عملية النتح، إذ تعد مرحلة مهمة جدا حيث تمنع التربة من الاحتفاظ بالرطوبة وبالتالي قدرتها على امتصاص مياه الامطار، عن طريق إخراج الماء من اجزاء النباتات على شكل بخارتركز المؤسسة على دعم القطاع الفلاحي باعتباره رافعة أساسية لإنعاش الاقتصاد الوطني، حيث تقدم الأشجار لفائدة المؤسسات التعليمية بالمجان، و بأثمنة رمزية للمزارعين دعما وتشجيعا لهم، ويتم تزودهم بمختلف الأنواع، مما يوفر لهم خيارات متنوعة لتنويع مصدر دخلهم، إذ لا ينفك المستفيدون عن إعرابهم عن كبير امتنانهم، وهو ما يظهر جليا في بريق عيونهم بدءا من مرحلة تلقي الشتلات إلى غرسها، ويزيد ذلك بقطف ثمارها، وهذا ما نلاحظه أثناء كل زيارة نقوم بها من أجل القيام بورشات العمل، ووضع تقييم للأشجار بعد كل توزيع

من بين التجارب التي تركت أثرا قويا بداخل كياني، كانت في الأشهر الأولى لي بالعمل مع المؤسسة، الذي صادف وقت توزيع الأشجار، ومن المفترض أن أتواصل مع الفلاحين لتوضيح أهمية اعتماد الأشجار لزيادة دخلهم عوض إنتاج الحبوب، اقترحت على المؤسسة القيام بورشة لمجموعة من الفلاحين بإقليم سيدي بنور التابعلجهة الدار البيضاء سطات، للتعريف بالمؤسسة والدخول في نقاش أدى إلى الاقبال على غرس الأشجار

كنت متوترة بشأن رد فعل المزارعين، باعتبار خبرتهم الواسعة في الفلاحة، معظمهم منذ أن خلق وهو مرتبطبأرض الأجداد، بالنسبة لهم التربة جزء لا يتجزأ من كيانهم، الأرض بمثابة الهواء الذي يستنشقونه

تبادرت لذهني العديد من التساؤلات : كيف سيتعامل هؤلاء المزارعين مع شخص غريب يملي عليهم بعض النصائح والأكثر من ذلك أن هذا الشخص هو سيدة شابة؟ كيف سيتقبلون الأمر؟ ومن الشائع أن أغلب المزارعين في القرى لا يؤمنون بقدرات المرأة فرأيها يكون دائما في اخر الصفحة هذا إن قبل أصلا،لكنني قبلت التحدي كنت مستعدة لبدل مجهود مضاعف، لقد كان الرهان مصلحتهم وكان ذلك يعني لي الكثير واستحق المحاولة. لم أجهز أي خطاب عدا بعض الأقلام والأوراق. قررت أن أتحدث معهم بعفوية ليصلهم كلامي دون رسميات من روحي إلى أرواحهم ، لم أصدق عيناي لحظة وصولي، وجدت حشدا من المزارعين ينتظرون ، لقد كانوا قرابة المائة و أربعين فلاحا

لن اقول أنني لم أفرك عيناي عدة مرات لتصديق الأمر. ارتسمت ابتسامة على وجهي، وقلت في نفسي إنه ليس حلما هذا الكم الهائل من الأشخاص حقيقي ! إنهم ينتظرونني بالفعل! والجميل أنني تلقيت ترحيبا حارا كما لم أتلقى من قبل، كانت أعينهم تشع بالفرح وبدت طيبويتهم وكرمهم لا نهاية لهما. بدأت ورشتنا التي كانت بمثابة حوار شيق لم نستطع إنهائه، لا أحد منا أراد المغادرة، بنيت تقة كبيرة كانت بمثابة جسرا يربط بين أفكارنا وحبلا يلعب دور الوصل بيننا، وهو ما انطبع بخاطري وخلف داخلي ذكرى تكتب على سطور النسيان،تلك الانحناءة، طأطأة رؤوسهم وأنا أتحدث، ذلك التواضع ، تلك العفوية تلك البراءة

لقد أصغوا إلي بصدق وإمعان، تبادلنا التجارب والخبرات، لازالت صورة هذا الرجل السبعيني يلف يديه وراء ظهره يقف وقفة تواضع ويصغي بكل أمانة وااهتمام، اعتبروني فردا منهم، إذ تحدثوا عن مشاكلهم واحتياجاتهم بكل حرية، شاركوني أفكارهم ومعاناتهم وتطلعاتهم، وأنا بدوري لم أبخل بالاستماع إلى جراحهم بكل جوارحي وزاد إصراري على مد يد العون وعدم الاستسلام تجاه هذا الهدف النبيل

طبقنا المقاربة التشاركية معهم بنجاح، تم التواصل معهم والاستماع إليهم بنجاح،في اليوم الموالي توصلت منهم بطلب 20.000 شجرة وخلال أسبوع طلبوا 60.000 شجرة أخرى، بالتأكيد اندمجت في مشاعر الفخر والفرح، تأثرت جدا لأنهم قرروا أن يخطوا خطوة نحو مستقبل زاهر، قرروا تغيير مستقبلهم والخروج من منطقة راحتهم، كان أمرا يتطلب شجاعة كبيرة لا يملكها الكثيرون ، لقد تمكنوا من أن يتجاوزوا جدار الخجل والجهل ان ينقدوا انفسهم وابناءهم وان ينطلقوا نحو ابواب النجاح سيستفيدون و سيتركون الفائدة للاجيال القادمة سيخلدون بدلك اثرا في بناء التنمية المستدامة , لاتزال ابتسامة الفخر تعلوا محياي كلما تدكرت الامر , هده مجرد بداية وبالتاكيد لن تنتهي هنا

وهذا بحد ذاته يعد حافزا قويا لاستمرار هذه المبادرة وهو ما يتجلى بكل وضوح من خلال الاصرار على مواصلة تحقيق هدفها، المتمثل في غرس 2,5 مليون شجرة مع الساكنة المحلية في المغرب، بعد نجاحها البارز السنة السابقة اذ تم غرس مليون شجرة. ولا تنفك عن مواصلة الدعم المستمر لفئة الشباب بغية استعادة واعادة تأهيل واصلاح الموارد الطبيعية والثقافية والتاريخية

انطلاقا من الاستراتيجية التي تتبناها المؤسسة وبمساهمة برنامج يمكننا استخلاص الدعم والتشجيع المباشر لأعضاء البرنامج وتكوين وتأطير المسؤولين، بالموازاة مع الاستفادة والفرص المقدمة للأشخاص اللذين يستحقونها أكثر من غيرها، إذ يتجلى الادماج القوي الذي يهم مختلف الاطراف … فهذا شاب في وضعية تأهيل وهذه مراهقة حرمت من المدرسة وهؤلاء نساء في ظروف صعبة يحاربن واقعهن المرير.. بفضل الجهود المبذولة والرغبة البناءة، أصبح لهؤلاء الأشخاص بصيص أمل، وضوء ينير عتمتهم وهدف يتشبثون به يضيف لأرواحهم نبضا جديدا،

” فتوفير فرصة عمل لشخص يعيل أسرة بمثابة نبض”

لقد أنقذت هذه الفرصة أرواحا أجهدها اليأس واعترتها الشقوق، والآن عبر هذه الشقوق دخل ضياء مؤسسة الأطلس الكبير وكبرت معها أحلام الجميع