Toutes les idées

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مدرجات الأطلس الصغير

Unnamed
byHigh Atlas Foundation
onJune 10, 2021

إن القطاع الفلاحي في المغرب مساهم أساسي في توفير فرص الشغل، خصوصا في العالم القروي ويحقق إكتفاءً ذاتياً في الاستهلاك الداخلي بنسبة% 100. يتوفر المغرب على تجهيزات هيدرو فلاحية مهمة، مكونة من 139 سد، تمكن من تعبئة 15.2 مليار م3 من المياه، 13.3 مليار منها موجهة للاستعمال الفلاحي، (سقي حوالي 8.7 مليون هكتار). ويعد القطاع الفلاحي من أهم الأنشطة الاقتصادية للساكنة في عدد من الأقاليم المغربية، الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة إلى التربية على التنمية البيئية من أجل ضمان إسهام المواطنين في تنمية مجتمعهم وبيئتهم وانخراطهم الإيجابي والفعال في تقرير مصيرهم والتخطيط لمستقبلهم

ومن بين الأقاليم نذكر تارودانت الذي ينتمي لجهة سوس ماسة بجنوب المغرب، و تبلغ ساكنتها أكثر 907 834 نسمة، ويُعتبر أكبر إقليم في المغرب من حيث عدد الجماعات، ويعد القطاع الفلاحي النشاط الاقتصادي الأهم بُحكم تواجد العديد من الأراضي القابلة للزراعة والضيعات الفلاحية وغابات الأركان، وموازاة مع ذلك تطورت صناعة تحويلية مرتبطة بهذا القطاع، (الحوامض، والبواكر، الزيوت، عصير الليمون، الحليب ومشتقاته)، و قصد توجيه هذه المنتوجات نحو الأسواق الوطنية والدولية. وبالرغم من ذلك فساكنة مجموعة من جماعات هذا الإقليم لا زالت تعاني من الفقر، فجماعة “تيسفان” التابعة لدائرة إيغرم، والتي يبلغ عدد سكانها أزيد من2354 نسمة، الشيء الذي اضطر جل شبابها للهجرة إلى المدن، فأمست الدواوير ممتلئة بالنساء والفتيات المنقطعات عن الدراسة، تزاولن كل الأنشطة الفلاحية كالحرث بالمحراث التقليدي، والسقي والجني إلى تربية الماشية و التسوق بالإضافة الى تربية الأطفال والأشغال المنزلية، وكل هذه الأعمال تتم في إطار المساعدة العائلية، بدون أجر يساعدهن على استقلالهن المادي وتمكينهن الذاتي

وفي إطار الجهود التي تبذلها لتعزيز التنمية المستدامة و مقاربة النوع بالمغرب انخرطت مؤسسة الأطلس في عدد من برامج أعمال ترمي إلى إدماج مبادئها خاصة بالعالم القروي بعدد من الأقاليم المغربية منذ أزيد من عشرين سنة، نذكر منها شراكتها مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يهدف إلى خلق المساواة بين الجنسين وتوفير فرص شغل محلية للشباب للحد من الهجرة القروية و الحفاظ على الموارد الطبيعية وتأهيلها للنهوض ورهانات التنمية المستدامة والدفع بالسكان المحليين نحو مستقبل أفضل انطلاقا من مقاربة تشاركية مع الساكنة المحلية ، و كذا التنسيق مع للمجتمع المدني والسلطة المحلية بهدف إرساء وعي بيئي فردي وجماعي، يسهم في تغيير اجتماعي من خلال الانخراط و التضامن القوي للساكنة بغية الحفاظ على التنوع البيئي، وتحقيق التنمية المتوازنة، وخلق دينامية جديدة من أجل ترسيخ فكرة المحافظة على البيئة وتحسين جودة الحياة والظروف الصحية للمواطنين وكذا تحديد المسؤوليات الفردية والجماعية للساكنة المحلية كل حسب النشاط الذي يزاوله

في يوم 22 يونيو 2021 قام فريق عن مؤسسة الأطلس الكبير لمكون من السيدة أمينة الحجامي مديرة المشاريع، السيد يوسف الطاهري منسق المشاريع والسيدة صفاء بن كروم منسقة المشاريع، والسيد عبد الغني كستيح مسؤول عن اللوجستيك باجتماع مع السيد عابد وينو رئيس جماعة “تيسفان”، السيد عبد الحكيم اسن رئيس جمعية “تكمي نتاركة” والسيد خالد أقبي مستشار بالجماعة، حيث شرع رئيس الجماعة في التعريف بالجماعة(عدد الدواوير، عدد الساكنة، الأنشطة الفلاحية، البنيات التحتية الأساسية، المساحة والتضاريس و كذا حصيلة المشاريع المنجزة في إطار برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي على مستوى هذه الجماعة الترابية ، بعد ذلك عرفت مديرة المشاريع بمؤسسة الأطلس الكبير (إنشاءها برامجها أهدافها مشاريعها ، وحصيلة إنجازات المؤسسة )، أبدى الحاضرين إعجابهم و انبهارهم بما حققته المؤسسة خلال 20 سنة من إنجازها، ليتم بعد ذلك تقديم نبذة عن أهداف وتطلعات المشروع المراد اانجازه بالجماعة، بعد ذلك انتقلنا للالتقاء بفتيات تعاونية “تكمي نتاركة” بالمشتل القديم الذي أنجز بشراكة ثلاثية بين الجمعية، الجماعة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يروم تحقيق هدفين، أولها هو تزويد فلاحي الجماعة و الإقليم ككل بالأشجار المثمرة خاصة اللوز، الخروب و الزيتون، وثانيهاتثمين منتجات الصبار

وقد كان المشتل يسير من طرف الجمعية قبل أن يتوقف عن الاشتغال، وترجع أسباب هذا التوقف إلى ندرة المياه،والسقي فيه لم يكن بأنظمة الرش أو التنقيط. وفي هذا الإطار ذكرت المديرة بالأهداف الأساسية للمشروع والمتمثلة ففي خلق تنمية مستدامة ومدرة للدخل، وإشراك فعال للعنصر النسوي باعتباره ركيزة أساسية لمقاربة النوع الاجتماعي. وقد أبدت الفتيات رغبة كبيرة وعزيمة عالية عند ذكر المديرة لبرنامج التمكين الذاتي الذي سيكون أول خطوة بعد إفتتاح المشروع، بعد الحديث عن برامج وتكوينات المؤسسة بادرت الفتيات بهمة عالية للعمل بالمشتل المراد إحياءه، وعن رغبتهن بالرقي والنهوض بوضعهن الاجتماعي والاقتصادي

في اليوم التالي 23 يونيو 2021، عقد فريق المؤسسة اجتماع مع أعضاء جمعية إكمير للتنمية والتعاون، لافتتاح الشطر الثاني من المشروع الذي يهدف إلى غرس 20 هكتار بأشجار الخروب والأركان، ومد الساكنة المحلية بنظام الري بدوار اد اونظيف، بجماعة إثنين أضار، استهل اللقاء بالتعارف بين فريق المؤسسة والأعضاء الحاضرين، ليتم بعد ذلك الانتقال لمعاينة الأرض المراد غرسها. ، بعد ذلك حدد السيد يوسف الطاهري مساحة الأرض المسماة ” تمسال”. وزار الفريق أيضا الصهريج المخصص لسقي الأرض، والذي أصبح معكرا بسبب عدم التنظيف و شرب البهائم منه، والذي يستعمل في بعض الأحيان من قبل الساكنة في حالة تعطل مضخة إيصال الماء الصالح للشرب للمنطقة

تم تم خلال هذا الاجتماع اقتراح مجموعة من الخطط ومناقشة عدد من النقاط التي تتعلق بالماء و وإنشاء مضخة وسياج لحماية المكان المغروس وتزويده بنظام الري والرشاشات

في الختام أبدى الحضور رغبة كبيرة في العمل على إنجاح هذا المشروع لهم وللأجيال القادمة للحد من الهجرة القروية بهذا المجال