Todas las ideas

تالعينت أو العين: ذاكرة الجراريين

Dakira 1
Article
byأميمة خليل الفن
onApril 20, 2023

English Version

شهر التراث في المغرب

تالعينت أو العين: ذاكرة الجراريين

بقلم أميمة خليل الفن، منسقة ثقافي لدى برنامج ذاكرة-مؤسسة الأطلس الكبير

تزنيت، المغرب

ينحدر الجراريون، أو أولاد جرار ، من أصول عربية، من الساقية الحمراء. تفرقوا في جميع أنحاء الصحراء ومنطقة سوس، واستقر بعضهم بدوار تالعينت. عاشوا جنبا إلى جنب مع الطائفة اليهودية، حيث لا تزال آثار الحياة اليهودية في الدوار بارزة

دوار العين أو تالعينت، الجماعة القروية أولاد جرار، تزنيت. الصورة: أميمة خليل الفن/ مؤسسة الأطلس الكبير

استقر الجراريون في سهل “أزغار” قبل ثمانية قرون، تلبية لدعوة بن يدر الزكندري. تفرقوا في جميع أنحاء الصحراء ومنطقة سوس، بما في ذلك مجموعة استقرت بالعين (تالعينت بالأمازيغية)، وهي منطقة سهلية خصبة تقع بضواحي تزنيت، حيث تزخر بالعديد من الخيرات الفلاحية والمصادر المائية. السيد حسن هو أحد سكان دوار تالعينت الذي يكشف للزوار التاريخ العظيم الذي تحفظه أسوار تالعينت. على الرغم من مرور عدة قرون على استقرار الجراريون العرب في هذه المنطقة، تؤكد الطوبونيميا التواجد الأمازيغي القديم بالمنطقة، إذ احتفظت بعض أسماء الأماكن بتسميتها الأمازيغية مثل تالعينت وإغرم

تشبه الهندسة المعمارية لتالعينت إلى حد كبير التصميم المعماري لتزنيت. نقل قادتها الطراز المعماري المميز لتزنيت من خلال إحاطة القرية بسور في عام 1901 وتشييد قصبة تشبه القصبة المخزنية بتزنيت خلال فترة حكم الكيلولي (1915-1917). ويرى الباحثون أن التنافس بين هذه القرى أضفى طابعا حضاريا على مظهرها، ويظهر ذلك جليا في تسوير الدوار، الشيء الذي يعكس الصراع الخفي بين القبائل المجاورة على مياه العين المشتركة. في عام 1926، تم بناء خزان مياه لتسوية النزاع وتقسيم المياه المشتركة بين الجراريين وأهل تزنيت ، عقب زيارة السلطان مولاي يوسف إلى تزنيت وتالعينت

أحد منازل القائد عياد، تم ترميمه من قبل أحد أبناء أخيه. الصورة: أميمة خليل الفنان/مؤسسة الأطلس الكبير

كان القائد عياد الجراري مسؤولا عن عدد من المآثر، بما في ذلك سور العين – بأبوابه الحمراء وأبراجه الستة عشر – التي كانت تحمي القرية من هجمات القبائل المعادية. في بداية القرن العشرين، عقب هجوم شنته القبائل المجاورة، أمضى سكان تالعينت 13 شهرا في بناء السور. بالإضافة إلى ذلك، أدى حصار تالعينت الذي فرضه الإليغيون، بقيادة الحسين أوهاشم، وما تلاه من اعتقال وإطاحة بمحمد بن علي الجراري، إلى مشاركة الناس في بناء السور وتحصين قريتهم

عاش الأمازيغ اليهود من تازرواليت بقلب المدينة القديمة بدوار العين جوار منزل القائد عياد، الذي منحهم مكانة خاصة وحماهم نظرا للدور المهم الذي لعبوه في ضمان استقرار اقتصاد الدوار لما كانوا يعرفون به من إتقان للتجارة والحرف التقليدية. تشهد اليوم منازلهم المهجورة، وكذلك المقبرة الواقعة على بعد بضعة كيلومترات فقط والتي دفنوا فيها منذ مئات السنين، على وجودهم التاريخي في المنطقة. في عام 2016 ، قامت الطائفة اليهودية في أكادير بترميم المقبرة

من اليمين إلى اليسار: أحد منازل الطائفة اليهودية التي كانت تعيش في الدوار. المقبرة اليهودية بدوار العين. الصورة: أميمة خليل الفنان/مؤسسة الأطلس الكبير

هذا المقال هو جزء من حملة شهر التراث في المغرب (18 أبريل – 18 مايو) التي تحتفي بالتراث الغني للمملكة، في إطار برنامج ذاكرة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الذي تنفذه مؤسسة الأطلس الكبير وشركاؤها. يهدف البرنامج إلى تعزيز التضامن بين الأديان والأعراق من خلال الجهود المجتمعية التي تعمل على الحفاظ على التراث الثقافي في المغرب

تم إنجاز هذا المقال بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). تعتبر مؤسسة الأطلس الكبير المسؤولة الوحيدة عن محتواه والذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو حكومة الولايات المتحدة