Todas las ideas

ورشة "تكوين المكونين في هندسة وتنشيط الورشات": تجربة رائدة في ربط المعرفة الأكاديمية بالخبرة الميدانية

To T Workshop Design 25
Blog
byأحمد أيناو
onMay 26, 2025

في إطار تنفيذ مشروع "تعزيز مشاركة المجتمع المدني والجامعة - جهة الشرق"، وبدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)، نظمت مؤسسة الأطلس الكبير، بشراكة مع جامعة محمد الأول والعيادة القانونية بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية بوجدة، ورشة عمل تفاعلية بعنوان: " تكوين المكونين في هندسة و تنشيط الورشات"، وذلك يوم 17 ماي 2025 بوجدة، تحت إشراف وتأطير الخبيرة والمدربة كنزة صمود.

تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الأنشطة الرامية إلى تمكين الطلبة الجامعيين والفاعلين في المجتمع المدني من أدوات التكوين وبناء الورشات التفاعلية، قصد تعزيز أدوارهم في التوعية والتأطير ونقل المعارف على المستوى المحلي والجهوي. ويعتبر هذا النشاط امتدادا لتصور متكامل تتبناه مؤسسة الأطلس الكبير وجامعة محمد الأول، يقوم على ربط الجامعة و البحث العلمي بواقع المجتمع وتحدياته اليومية، من خلال إكساب الفاعلين المهارات اللازمة لإعداد وتنفيذ ورشات فعالة وهادفة.

انقسمت الورشة إلى مرحلتين رئيسيتين: مرحلة نظرية وأخرى تطبيقية، حيث حرصت المؤطرة على المزج بين الإطار المفاهيمي والممارسة الميدانية.

ركزت المدربة كنزة صمود على الأسس العلمية المتعلقة بـ"هندسة الورشات"، من خلال تفصيل الخطوات الأساسية -المبنية على التجربة - لإعداد ورشة ناجحة، انطلاقا من الاختيار المناسب للموضوع، والتحديد و المعرفة الجيدة للفئة المستهدفة، وصياغة الأهداف الدقيقة والنتائج المتوخاة من الورشة، وإعداد محتوى منسجم مع الأهداف، واختيار لغة تواصلية ملائمة، وتوظيف قنوات اتصال تناسب الفئة المستفيدة.

كما أكدت على ضرورة تحيين آليات الورشة باستمرار لتتماشى مع تطلعات الحاضرين، واعتماد أسلوب دينامي يراعي التفاعل والمشاركة .

To T Workshop Design 60

وفي نهاية الورشة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات صغيرة، حيث طلب منهم تصميم ورشات تطبيقية تحاكي الوضعيات الواقعية. وقد تمكن المشاركون فعلا من ترجمة ما تعلموه نظريا إلى تطبيقات عملية، مما ساهم في ترسيخ المهارات وتعزيز الفهم التشاركي لهندسة الورشات.

ما ميز هذه الورشة عن غيرها هي المنهجية التي اعتمدتها المؤطرة، حيث كسرت النمط التقليدي للتلقين العمودي، وجعلت من التكوين مساحة لتبادل الأدوار بين المكون والمستفيد. فقد كان المستفيد فاعلا في بناء الحصة التكوينية، يشارك في النقاش، ويعرض تجاربه، ويقترح أفكارا عملية. حتى أصبح من الصعب التمييز بين المدرب و المتدرب داخل القاعة، نظرا لدرجة التفاعل والتقاسم الجماعي للمحتوى.

نجاح المدربة، جعلني أومن أن التوفيق في أي عملية تكوينية، لا يقاس فقط بمدى تحكم المؤطر في المعلومة، بل بمدى قدرته على إشراك المستفيدين، والاستماع إلى تجاربهم، ومواءمة المحتوى مع السياق. و أن التكوين الناجح هو ذلك الذي يمنح للمستفيدين المساحة الكافية للتفاعل، وطرح الأسئلة، والمشاركة في البناء الجماعي للمعرفة.

لقد شكلت مشاركتي في هذه الورشة إضافة نوعية لمساري كطالب باحث منخرط في العيادة القانونية، حيث أتاحت لي فرصة الاحتكاك بالتجارب الواقعية للفاعلين في المجتمع المدني، وعمقت فهمي لآليات إعداد الورشات وتسييرها باحترافية، ومنحتني أدوات جديدة يمكنني توظيفها في إطار أنشطتي الأكاديمية والميدانية، كما شجعتني على التفكير في تنظيم ورشات مستقبلية خصوصا في المجال القانوني.

لقد كانت هذه الورشة جسرا حقيقيا بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية، وأظهرت أن العمل التكويني يمكن أن يكون محفزا على الابتكار، ومولدا للثقة بالنفس، ومحركا للانخراط في قضايا التنمية المحلية.

ختاما، إن تنظيم ورشة "تكوين المكونين في هندسة الورشات وآليات تسييرها" في إطار مشروع تعزيز مشاركة المجتمع المدني والجامعة بجهة الشرق، يعد نموذجا فعالا للتعاون بين الجامعة والمجتمع المدني. وقد نجحت في تفعيل دور الطلبة الباحثين والفاعلين في المجتمع المدني في إنتاج المعرفة التكوينية، وبناء مسارات للتأثير المشترك و الإيجابي في محيطهم الاجتماعي.