All Insights

أحيانًا، تكشف رسمة طفل صغير عن أشياء كثيرة مخفية

XZASD
Blog
byHayat Abkhar
onOctober 3, 2024

"خرائط الحياة" هو تمرين يعبّر من خلاله الأطفال عما لا يستطيعون قوله بالكلمات، وذلك في إطار ورشة عمل للدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من زلزال الحوز، التي نظمتها مؤسسة الأطلس الكبير للتنمية المستدامة بالتعاون مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS).

في إقليم الحوز، وبجماعة أوكايمدن، استفاد عدد من النساء والأطفال من ورشات الدعم النفسي والاجتماعي والتمكين. صحيح أن هدف هذه الورش هو بالدرجة الأولى تخفيف الألم عن الناس ومحاولة نسيان واقعة الزلزال والمضي قدمًا، لكن خلال هذه الأربعة أيام، نحاول أيضًا التطرق إلى مجموعة من الاحتياجات التي تهم الناس، سواء في ما يخص العلاقات أو العمل أو غير ذلك، بالإضافة إلى تناول محاور تتعلق بذلك.

في ورشة العمل مع الأطفال، نقوم عادةً بتنفيذ مجموعة من الأنشطة على مدى أربعة أيام. تتراوح أعمار الأطفال المشاركين عادةً بين سنة واحدة واثنتي عشرة سنة أو أكثر. الهدف من الورشة هو أن نمنح الأمهات فرصة للتركيز بطمأنينة على ورشتهن، كما أن العديد من الأطفال قد تأثروا بشكل كبير بالزلزال، لذا نسعى لتقديم أنشطة وتمارين تساعدهم على تجاوز آثار هذه التجربة والتخفيف عنهم. على عكس البالغين الذين قد يعبرون عن آلامهم أو يجدون طرقاً للتفريغ عنها، يكون من الصعب معرفة ما يختبئ خلف مشاعر الطفل الصغير.

في اجتماع مع الأستاذة مارثا براجين (اخصائية في الصحة النفسية والاجتماعية، متخصصة في النساء والأطفال المتأثرين بالصدمات النفسية) والأستاذة باولا كريستيان (محللة نفسية وطبيبة نفسية كذلك)، تحدثنا عن تأثير الصدمات على الأطفال.

وقد تطرقت الأستاذتان إلى الحديث عن مجموعة من التمارين التي تتضمن طرقاً تُطبق مع الأطفال، تختلف حسب أعمارهم، وتساعدهم على التعبير بسهولة عما بداخلهم أو عما يشعرون به. ومن بين هذه التمارين تمرين "خرائط الحياة"، وهو عبارة عن رسمة يقوم بها الأطفال انطلاقاً من الأسئلة التي يطرحها مؤطرهم.

موضوع الصدمات عند الأطفال يختلف حسب نوع الصدمات التي يمرون بها أو التي مروا بها ولم يتمكنوا من تخطيها. وكما نعلم، ليس من السهل دائمًا معرفة شعور الطفل تجاه ما يحدث له أو نحو حادث مر به.

التحدث حول هذا الموضوع كان من الأمور المفيدة جدًا بالنسبة لي، حتى أنني حاولت تطبيقها في عدد من ورشات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الزلزال.

XZASD1

في جماعة أوكايمدن، داخل الورشة التي استفاد منها 26 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وثلاث عشرة سنة، والتي استمرت طيلة أربعة أيام كما ذكرت سابقاً، قمنا بمجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تشمل الترفيه والتعلم والتحسيس.

في تمرين "خرائط الحياة"، حصل الأطفال جميعاً على ورقة وقلم، وطلبت منهم أن يرسموا بناءً على الأسئلة التي طرحتها عليهم، ومنحتهم الوقت الكافي لإنجاز الرسم. بعد الانتهاء، كنت أذهب إلى كل طفل على حدة وأحاول فهم شرح رسوماتهم.

اتضح أن الطفل قد يبدو نشيطاً وحركياً، وقد لا يظهر ألمهم الداخلي بوضوح، لكن رسمة الطفل يمكن أن تكشف عن مشاعر مخفية. على سبيل المثال، كانت هناك رسمة لطفلة في عمر الحادية عشرة تعبر عن عائلة مع خط يفصل الأم والابنة عن الأب، وكتب تحت الصورة: "تكبر بلا أب".

بشكل عام، قد نظن أن الألعاب أو الهدايا أو غيرها من الوسائل تجعل الأطفال دائماً في حالة فرح وسعادة. ومع ذلك، من الجيد أن نسأل أطفالنا إذا كانوا بخير، بالطبع بأسلوب وطريقة تناسب أعمارهم، ونحاول فهمهم. يجب القيام بهذا الأمر بشكل عام، وخاصة إذا مروا بحدث ما.

خرائط الحياة" هي واحدة من التمارين فقط، لكن هناك مجموعة من التمارين الأخرى التي أفادتني في كيفية التعامل مع الصدمات التي يمر بها الأطفال، والتي تناولتها الأستاذتان خلال الاجتماع الذي عقد بيننا. من المهم حقًا، قبل أن تمنح طفلك أي شيء، أن تحاول فهمه وفهم مشاعره.