جميع الرؤى

شباب بركان والتغيير: حين تلتقي الجامعة بالمجتمع المدني

March Program Update 16
المدونة
byأمينة السعيدي
onJuly 19, 2025

اسمي أمينة، من مدينة بركان في الجهة الشرقية للمغرب، وأمثل جمعية Positive، وهي جمعية ثقافية تُعنى بتكوين الشباب وتنمية مهاراتهم الحياتية، إلى جانب تنشيط الأطفال عبر أنشطة تربوية وفنية تفاعلية. تحمل الجمعية في رؤيتها رسالة نبيلة تهدف إلى ترسيخ روح الإيجابية والمواطنة الفاعلة، من خلال مبادرات محلية تُؤمن بأهمية التغيير من القاعدة، وبأثر العمل التشاركي في تحسين واقع الأفراد والمجتمعات.

في هذا الإطار، كانت مشاركتي في برنامج تعزيز التعاون بين الجامعة والمجتمع المدني، المنفذ في الجهة الشرقية من طرف مؤسسة الأطلس الكبير بشراكة مع جامعة مع محمد الأول و بتمويل من الصندوق الوطني للديمقراطية، فرصة حقيقية لتعميق هذا التوجه. فالبرنامج يجمع بين الفاعلين الجمعويين والأكاديميين لتبادل المعارف وتطوير آليات العمل المشترك، بما يخدم مصلحة المجتمع ويعزز دينامية التغيير من داخل المؤسسات القاعدية.

في إطار هذا البرنامج، استفدنا من مجموعة من الورشات المتنوعة التي تناولت عدة مجالات مهمة لتطوير أداء الجمعيات وتعزيز قدراتنا الذاتية. كانت هذه الورشات فرصة لتعلم مهارات جديدة، سواء على المستوى التنظيمي أو الإداري، كما ساعدتنا على بناء علاقات قوية ومثمرة مع طلبة الجامعة، مما عزز التعاون بين المجتمع المدني والوسط الأكاديمي. هذا التلاقح بين الخبرات فتح أمامنا آفاقًا جديدة للعمل المشترك وتبادل المعرفة.

من أبرز المحطات التي شهدها البرنامج، ورشة التشخيص التنظيمي التي نُظّمت بتاريخ 28 يونيو بمدينة وجدة، تحت إشراف الأستاذ شكيب سبايبي. افتُتحت الورشة بتقديم شامل حول مفهوم التشخيص التنظيمي، أهميته، والأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلاله. كانت البداية مهمة لفهم كيف يمكن أن نُقيّم عمل جمعياتنا بطريقة موضوعية ومنهجية.

بعد ذلك، انتقلنا إلى تمرين تفاعلي شارك فيه ممثلو المجتمع المدني وطلبة الجامعة، حيث طرح كل طالب مجموعة من الأسئلة على ممثلي الجمعيات بهدف الخروج بتشخيص دقيق يشمل نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى ملاحظات أخرى تساعد في تحسين الأداء.

تعرّفنا بعدها على آليات التشخيص التنظيمي وكيفية تطبيقها داخل الجمعيات، ثم دخلنا في مرحلة التحليل والتعمق. في فقرة التمرين العملي، انقسمنا إلى مجموعات، حيث اختار كل فريق موضوعًا محددًا للعمل عليه، فكان هناك مجموعة اشتغلت على التواصل، وأخرى على الجانب المالي، وثالثة على الموارد البشرية.

ختمنا الورشة بعرض النتائج التي توصلت إليها كل مجموعة، مع مناقشة مفتوحة للأفكار والمقترحات. كان الهدف أن نسقط هذه الأفكار على واقع جمعيتنا، ما وفر لنا رؤى قيمة يمكن أن تساعد الجمعية على التقدم نحو الأفضل باستمرار.

ختاماً، إن المشاركة في مثل هذه البرامج تشكل بوابة حقيقية لتطوير قدراتنا واكتساب مهارات جديدة تساهم في تعزيز دور جمعيتنا. فهي تفتح أمامنا آفاقاً جديدة للتفكير والابتكار، وتمكننا من تحويل الأفكار إلى خطوات عملية تدفع الجمعية نحو الأفضل. هذه التجارب تثبت أن العمل الجماعي والتعلم المستمر هما مفتاح النجاح والتغيير الإيجابي في مجتمعنا.